كشف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، مساء أمس الأربعاء، عن نتائج التحاليل المخبرية، التي أجراها على العينات التي تم أخذها من بعض الأضاحي، موضحا أن هذه التحاليل مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهاز الهضمي من نوع الكلوستريديا وبسودوموناس وكوليفورم وسطافيلوكوك.
وأوضح المكتب أن تغير لون لحوم الأضاحي راجع بالأساس إلى تكاثر بكتيريا كلوستريديوم وبسودوموناس المتواجدة في الجهاز الهضمي لجميع الأضاحي، والتي قد تمر إلى السقيطة مباشرة بعد الذبح لتوقف الجهاز المناعي للحيوان، وتستمر بالتكاثر كلما توفرت الظروف الملائمة لذلك، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وتبلل السقيطة بالماء والتأخر في التبريد.
وتابع أنه لم يسبق خلال السنوات الفارطة تسجيل حالات اخضرار أو تعفن اللحوم، ماعدا هذه السنة والسنة الماضية بنسبة أقل، مشيرا إلى أن تزامن العيد مع فصل الصيف، حيث ترتفع درجة الحرارة والرطوبة، بالإضافة إلى عدم احترام شروط النظافة الواجب توفرها عند تهييئ الأضحية وتخزين اللحوم تؤدي إلى التكاثر السريع لبكتيريا التعفن داخل وخارج الذبيحة.
وشدد على أن تسمين أضاحي العيد يتم بنفس الطريقة التي تحضر بها الماشية الموجهة للمجازر وتستعمل نفس الأعلاف، موضحا أن الأخبار التي روجتها بعض الجهات لا أساس لها من الصحة ولا تستند لأسس علمية دقيقة، مضيفا أن ذلك يتطابق مع ما خلص إليه البرنامج الوطني السنوي لرصد متبقيات الأدوية والمنشطات في اللحوم الغنم والماعز والبقر، الذي استنتج خلو عينات اللحوم التي خضعت للتحاليل المخبرية من متبقيات هذه المواد.
وأضاف أن المكتب سيقوم بتعزيز المراقبة بضيعات التسمين للتأكد من مصدر وجود الأعلاف واتخاذ الإجراءات العقابية لكل مخالف للقوانين المعمول بها.
وخلص إلى أنه سيواصل تعزيز برامج التأطير الصحي لسلسلة الأغنام والماعز عن طريق الشروع، ابتداء من سنة 2018، في برنامج ترقيم الأغنام والماعز، ما سيمكن من تتبع مسارها وتقوية عمليات المراقبة لحضائر تسمين المواشي للتأكد من احترام المعايير المعمول بها في مجال تغذية الحيوانات مع اتخاذ الإجراءات الجزرية ضد المخالفين وتقديمهم للقضاء طبقا للقوانين الجاري بها العمل.