وقع نوع من الارتباك وسط المجتمع الإسباني وفي صفوف الجالية المغربية، مباشرة بعد وقوع اعتداءي برشلونة وطاراغونا، وذلك بسبب تورط مواطنين مغاربة في عمليتي الدهس.
وخلال هذا الارتباك، قام مجهولون، ليلة الخميس الجمعة، بتلطيخ واجهة القنصلية المغربية بمدينة طاراغونا بصباغة حمراء في إشارة للثأر، كما قام بعض الأشخاص بكتابة عبارات عنصرية على واجهة مسجد “مونبلان” بمدينة طارغاونا.
وخلفت ردود الفعل العنصرية هذه موجة هلع بين الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، والتي باتت تخشى تكرار مسلسل “إعلان الحرب على المورو”، التي كانت عاشتها بعد تفجيرات قطارات مدريد في 11 مارس لسنة 2004.
وفي مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، أصبح المغاربة يعيشون أوقاتا جد عصيبة، خاصة سكان أحياء “برينسيبي الفونسو” و “لوس روساليس”، حيث مرور دوريات رجال الشرطة يكاد لا يتوقف هنالك، و دالك راجع إلى أن غالبية سكان هذه الأحياء من جذور مغربية.
وتزداد معاناة المغاربة القاطنين بإسبانيا، كلما تم تفكيك خلايا إرهابية مكونة من مغاربة، أو وقع هجوم إرهابي مثل تفجيرات قطارات مدريد أو الأحداث الأخيرة، التي شهدها إقليم كاطالونيا، حيث يزداد وضعهم تأزما، فإلى جانب نظرات الاتهام، التي كانوا يرونها يوميا في عيون مواطنين إسبان، كانوا بالأمس جيرانا وأصدقاء لهم، تزداد الاتهامات “العمياء الجاهلة” التي تنعتهم بالإرهابيين.
وتتذكر الجالية المغربية أنه في سنة 2004، وبمجرد التأكد من هوية منفذي تفجيرات قطارات مدريد، اكتسحت قوات الأمن الإسبانية المنطقة الوسطى للعاصمة مدريد، التي يوجد بها حي “لافابييس”، الذي يعرف بأن غالبية سكانه مغاربة، واعتقلت الشرطة العديد من المغاربة القاطنين في الحي. وبلغ الذعر ذروته، آنداك، إلى درجة أنه لم يعد هناك تواصل بين سكان الحي المسلمين، الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها في قفص الاتهام.
وتخشى الجالية المغربية أن تساعد الأجواء المكهربة، التي خلفها اعتداء برشلونة، على إشعال نار الحقد ضد أفرادها، كما وقع في سنة 2004، حيث كان بعض المتطرفين الاسبان يصرخون عند رؤيتهم للشرطة وهي تقوم بتفتيش المسلمين “يجب حرق المورو”.