الرئيسية / أحوال الناس / بالصور .. سكان الخيم بالمدينة القديمة يناشدون بتسهيل مساطر “إعادة الإيواء”
سكان الخيم

بالصور .. سكان الخيم بالمدينة القديمة يناشدون بتسهيل مساطر “إعادة الإيواء”

خيم من “البلاستيك” و”الخردة” و”الكرطون” و”الخشب”، مازالت قائمة بدرب المعيزي في المدينة القديمة بالبيضاء، منذ ستة سنوات، بعدما قادت المنازل المتصدعة والمبقعة بالرطوبة العديد من سكان المدينة القديمة إلى إنشائها كوسيلة للإيواء تعفيهم من ترقب الموت تحت ركام الحجارة.

ويبلغ عدد الخيم البلاستيكية حوالي 70 خيمة، اتخذها سكان درب السينغال ودرب المعيزي ودرب عرصة بن سلامة ملاذا ينأى بهم عن أخطار منازلهم الآيلة للسقوط.

medina-2

فالسكان القاطنون بالخيم، تعايشوا مع جملة إكراهات وصعوبات في العيش، ويجدون في هذا الوضع امتيازا على البقاء تحت أسقف متشققة وجدران متأكلة، حسب ما ذكره بعضهم لموقع “مشاهد 24”.

وأضاف هؤلاء، أن توالي السنوات دون تغيير في واقعهم الاجتماعي، واضطرارهم كل فصل شتاء إلى تحمل تسرب المياه إلى خيمهم، وتلف حاجياتهم وأغراضهم، أحبط آمالهم في “العيش الكريم”.

يصطلح السكان الذين غادروا منازلهم المتهالكة بدرب المعيزي، نحو أرض خلاء مجاورة، على أنفسهم بـ”النازحين” و”اللاجئين” و”المهمشين” و”المهملين”، وهي مسميات اختلفت حسب ما يرونه في أوضاعهم التي قالوا إنها “غير قابلة للحل في ظل التعقيدات التي تواجههم للاستفادة من السكن اللائق”.

medina-3

أما الباقون في منازلهم فهم ليسوا أفضل حالا، وبقاؤهم وسط دورهم المهترئة هو ضرورة لا تلغي إمكانية نزوحهم منها عند اتساع هوة التصدعات والشقوق، ويضح بعض السكان لموقع “مشاهد 24”.

وبين تباين قصص هؤلاء السكان الذين أتعبهم العيش في ظروف وصفوها بـ”غير الإنسانية”، يجد الزائر للمدينة القديمة أسباب قنوط هؤلاء من واقعهم، فولوج الأزقة الضيقة التي تفصل بين صفوف المنازل المتفاوتة العلو والمختلفة الأشكال، يكشف عن مشاهد تطبعها الفوضى والعشوائية في الفضاءات التي تحيط بهذه المنازل القديمة، وهي أجواء غير مريحة تبعث بالتوتر والتذمر.

medina-4

وفي ظل الفقر الذي تظهر بوادره بمجرد دخول هذه الأزقة ثم الانتقال إلى المنازل المتهالكة، يفيد السكان أنهم مجبرون على البقاء في المدينة القديمة بصرف النظر عن المشاكل المتضخمة وظروف العيش غير المحتملة، لغياب البديل والحل الملائم.
وعندما ورد سكان الخيم خبر الشروع في اعتماد التدابير المخولة للاستفادة من السكن، انهارت آمالهم في التخلص من “واقعهم المتردي”، بعدما اتضح أنهم غير قادرين على مسايرة الشروط المنصوص عليها للاستفادة من السكن.

medina-5

فحسب روايات البعض منهم، فأحسنهم سواء أولئك الذين باقون في الدور المتصدعة أوالخيم العشوائية، لا يملك مدخولا قارا يخوله للاقتراض من البنك ودفع تكاليفه. وهو ما قض مضجعهم وشوش على آمالهم في التخلص من واقعهم الصعب وسط بيئة عشوائية.

فمعظم السكان بالمدينة القديمة، يسعون بشكل يومي إلى كسب مدخول لا يحقق اكتفاء ذاتيا لكنه يقلص لديهم هوامش الاحتياجات والطلبات، ومن ثمة فهم متخوفون من مصيرهم المجهول، كما هم مضطرون إلى مسايرة إكراهات التساقطات المطرية التي تكلف لك سنة، تلف أغراضهم وحاجياتهم، والتجند لتفريغ الخيم من المياه.

medina-6