الرئيسية / أحوال الناس / بالصور.. قصة أربعة إخوة معاقين في بيت بسيط دون معيل
أربعة إخوة معاقين

بالصور.. قصة أربعة إخوة معاقين في بيت بسيط دون معيل

بروح بريئة يستقبل الحسين غميري، موقع “مشاهد 24” في بيته المتواضع، بحي الحسنية في الدار البيضاء، فالرجل الذي عمره 45 سنة، يحمل إعاقة ذهنية وجسدية، تمنعه من أن يتصرف على نحو عادي، لكن مع ذلك، يتمتم بكلمات غير مفهومة ويعبر بإيماءات عفوية عن ترحابه بالضيف.

وسعيا من الحسين غميري، للتعريف بنفسه، لدى موقع “مشاهد 24″، بعفوية، دون طلب ذلك منه، كان يواصل دندنة كلماته غير الواضحة بإيجاز شديد وبصوت مرتفع، فكان يبتسم، مترقبا إشارات ترصد من الآخر، تجاوبه واستيعابه لـ”خطابه الخاص”.

osra-3

وجد الحسين غميري، نفسه محاطا بعناية شقيقته زهرة، التي تفتقد القدرة على السمع والكلام، وتعاني آلاما حادة على مستوى الظهر، فزهرة التي بلغ عمرها 49 سنة تعهدت بتسخير حياتها لإخوتها المعاقين، فبالإضافة إلى الحسين هناك الحسن، توأمه، وإبراهيم 35 سنة، يعانون بدورهما عجزا عن الكلام والسمع.

بعين متعاطفة، يتوصل الزائر لأسرة غميري، المكونة من أربعة معاقين يتامى، أن حياة هؤلاء أشد قسوة، خاصة حين يحاول الحسين غميري التعبير عن نفسه، كطفل لم يتعد سنة واحدة، فيما تحاول شقيقته زهرة البكماء والصماء، رعايته قدر الإمكان، تجنبا لأي طارئ، قد يزيد من قساوة الحياة عليهم، بمعزل عن معيل يضمن لقمة العيش اليومي.

osra-1

فقصة أسرة غميري، كانت صعبة منذ البداية، لكنها اشتدت صعوبة، حين توفيت والدتهم سنة 2006، التي كانت تضمن مدخولا من تعويض تقاعد زوجها عن العمل، المتوفي سنة 2003، وبوفاة الاثنين معا، يتوقف مورد العيش، وتستمر حياة هؤلاء المعاقين الأربعة على النحو الذي يجعلهم يترقبون العون والمساعدة، فيما ضعفت العلاقات الاجتماعية التي كانت تلطف أجواء حياتهم بحضور الأم.

لم تكن زهرة غميري التي تتابع مسؤوليتها إزاء إخوتها المعاقين، تشك باستعدادها الذهني في خوض معركة حياة شاقة، مستعينة بإيمان قوي بالقضاء والقدر، ولكن العبء يتضخم مع تراجع صحتها وتقدمها في السن.

وبصورة لا تقاوم، يجد الزائر نفسه، مدفوعا للاستفسار عن قدرة امرأة معاقة، في رعاية ثلاث إخوة معاقين، في غياب السند والدعم، ماعدا ما يجود به عبد الله غميري 42 سنة، أخ خامس، قُدر له أن يولد سويا دون إعاقة، غير أن إمكانياته المادية المحدودة، وتحمل المسؤولية إزاء أطفاله الثلاثة، تمنعه من توفير كل الحاجيات لأخوته الأربعة المعاقين.

osra6

بعد سنين عديدة من المراسلات والطلبات التي رفعتها والدة الإخوة الأربعة المعاقين، لم تتلق أسرة غميري، استجابة جادة، تخول لهؤلاء فرصة العيش وفق مورد قار، فالحياة مختلفة لدى هؤلاء، ويكفي عقد زيارة إليهم، لمعاينة الفوارق بين أن يكون الأشخاص أسوياء وسط أهلهم، وبين أشخاص معاقين لا يملكون الأهل والأقرباء.

إخلاص زهرة الصماء والبكاء لإخوتها المعاقين، مثل جزءا من عهد بينها وبين والدتها قبل الوفاة، غير أن شخصية الحسين الشبيهة بشخصية الطفل الصغير، تجهدها بشكل، كبير، فإن كان الطفل يحتاج لمرحلة من العمر للاستيعاب والاعتماد على النفس، فإن الحسين يبقى “طفلا” وهو في عمر 45 سنة، وهنا مكمن صعوبة التعامل معه، تعبر زهرة لموقع “مشاهد 24” بتمتمة تعبر مع كل هذه المعاناة عن رضاها بواقع الحال.

osra-5

إن الحياة تبدو بلباس مختلف للأشخاص العاديين، حين يدققون الإمعان، في القدر الذي جعل أربعة إخوة في وضعية إعاقة، يصارعون ظروف العيش بالقليل من الإمكانيات، بل لا يعجزون عن الإفصاح بمعاناتهم وبصعوبات الحياة، لينوب في ذلك شقيقهم عبد الله، مناشدا عبر موقع “مشاهد 24″، المحسنين والمعنيين بمد يد العون، وتمكين إخوته المعاقين من وضعية اجتماعية ملائمة، بعد أن تعذر عليه ذلك، رغم اللجوء لما يزيد عن 20 جمعية، ومراسلة أكثر من جهة منذ التسعينيات، لكن دون جدوى.

osra-7

osra-4