الرئيسية / أحوال الناس / “لوموند” تكتب عن مغاربة ناجحين فضلوا العمل بالمغرب بدلا من فرنسا
مغاربة ناجحين

“لوموند” تكتب عن مغاربة ناجحين فضلوا العمل بالمغرب بدلا من فرنسا

نشرت النسخة الإفريقية لموقع صحيفة “لوموند” مقالا عرضت فيه شهادات مغاربة ناجحين اختاروا العودة إلى البلد الأصل من أجل العمل والاستقرار بدلا من فرنسا رغم ما كانت تشكله لهم باعتبار نشأتهم بها أو طموحهم للعيش فيها.

اليوم هم يساهمون من موقعهم في تنمية بلدهم الأصلي وربط مزيد من الجسور بين المغرب وفرنسا.

في سنة 2010، نشر رجل الأعمال الفرنسي المغربي جمال بلحرش كتابا بعنوان « Envie de Maroc » ، حيث استقر بالمملكة بعد 34 سنة قضاها في فرنسا. عن مؤلفه يقول بلحرش، “الكتاب كان بمثابة علاج بالنسبة لي. يجب أن أقول للراغبين في خوض تجربة عيش بالمغرب، أن يحضروا أنفسهم” معتبرا أن التجربة لن تكون سهلة بالضرورة.

بيد أن المملكة توفر فرصا للشباب من أصل مغربي من حاملي الشهادات، والذين تسعى وراءهم الشركات المغربية، تقول الصحيفة.

“لوموند” عرضت بروفايلات ثلاثة مغاربة من مشارب مختلفة، خاضوا تجربة العودة إلى البلد، ونجحوا في مساراتهم المهنية. أول هؤلاء هو محمد الزواق، مؤسس بوابة “يا بلادي” باللغة الفرنسية، والذي تحول إلى أول بوابة إلكترونية فرنكفونية بالمملكة، والموقع الذي يقصده مغاربة الخارجين الناطقين بالفرنسية.

محمد الزواق، تضيف “لوموند”، كبر مع “حلم العودة” الذي كان يحمله والده، في الوقت الذي زاد فيه ارتباطه بالبلد بفضل العطل السنوية التي كان يقضيها في المغرب”.

كانت الأمور كلها تسير بشكل جيد بالنسبة إلى الشاب محمد زواق، الذي كان يشتغل في مجال المعلوميات بالعاصمة باريس، قبل أن تقع هجمات 11 سبتمبر 2001. حينها كان الشاب المغربي الفرنسي يبلغ من العمر 23 سنة.

عبارة “أنتم العرب تثيرون اشمئزازي”، التي قذف بها أحد المسؤولين في وجه، كانت دافعا أكبر لجعله يقدم على تحقيق الفكرة التي كانت تراوده لإنجاز بوابة إلكترونية مغربية فرنسية، حيث انتقل إلى الدار البيضاء سعيا وراء حلمه.

مريم الشرقاوي، المختصة في مجال الطبخ، هي مثال لشابة مغربية سرعان ما قررت التخلي عن حلم الاشتغال في فرنسا من أجل العودة وإطلاق مشروعها الخاص بالمغرب.

البداية لم تكن سهلة، كما تحكي الشرقاوي لصحيفة “لوموند”، حيث كان عليها تلقين طاقمها عددا من الأمور وكأنهم سيلجون مدرسة الفندقة لأول مرة، بالإضافة إلى الحرص على أن يحترم الموردون الشروط الصحية وحثهم على تحسين منتوجهم.

بعد إطلاقها لمطعم ناجح بالدار البيضاء قامت الشرقاوي ببيع المشروع لتنخرط في مجال التكوين وترويج منتوجات مغربية في الخارجية تعود عائدات أرباحها للتعاونيات النسائية التي تشتغل معها. حب المهنة والبلد، تقول مريم الشرقاوي، هو سر نجاحها.

بالإضافة إلى المقاولين المذكورين، يهم البروفايل الثالث مجالا مختلفا. مهدي عليوة، الباحث في علم الاجتماع، تخلى هو الآخر عن حلم البقاء في فرنسا من أجل العودة إلى المغرب والمساهمة في تنمية من موقعه كباحث سوسيولوجي وكناشط في مجال محاربة العنصرية من خلال “مجموعة مناهضة العنصرية والدفاع ومواكبة الأجانب والمهاجرين” (GADEM).

عودة مهدي عليوة إلى المغرب جاءت بعد أن عرض عليها منصب للتدريس، حيث جمع حقائبه وعائلته الصغيرة من أجل معانقة البلاد مرة أخرى.

ظاهرة عودة مغاربة فرنسا، ليست بالقدر الذي تصويره مع ذلك، كما يؤكد مهدي عليوة، الذي قال إن المغاربة الفرنسيين من أبناء الجيل الثاني الذين يعودون إلى المغرب لا يشكلون سوى ثلث عدد الفرنسيين المقيمين بالمغرب.

للمزيد: “وول ستريت جورنال” تنوه بمشروع “نور” للطاقة الشمسية