الرئيسية / أحوال الناس / منشورات الانتخابات توقع عامل النظافة ضحية خلال الحملة
منشورات الانتخابات

منشورات الانتخابات توقع عامل النظافة ضحية خلال الحملة

عبر المكنسة اليدوية البسيطة، يترصد عامل النظافة بمجهود إضافي منشورات الحملة الانتخابية المتناثرة في كل الأماكن، بين الأزقة والدروب وعلى حواف الشوارع، فأمل المرشحين في الفوز بالانتخابات، يوازي أمل عامل النظافة في بدء العمل اليومي بأقل جهد ممكن، طيلة الحملة الانتخابية.

بخطوات قليلة يتقدم عامل النظافة نحو الأمام ويتراجع نحو الخلف، بإيماءات تكشف عن تركيز استثنائي، لتمشيط الأماكن التي تتحول إلى شبه مزبلة كبيرة للأوراق الانتخابية والمنشورات من مختلف الألوان والرسوم والرموز والصور الفوتوغرافية لمترشحي الأحزاب السياسية.

في أجواء احتفالية، تحتقن بحماس مفتعل من قبل شباب يدعم الحملات الانتخابية، ترمى الأوراق عاليا، لتتناثر في الهواء، بصورة ترصد “حجم الجهود” التي تنتظر عامل النظافة لتخليص الفضاءات من تجليات هذا الحماس.

منشورات الحملة الانتخابية، مهملة فوق السيارات، وأمام المحلات التجارية وأبواب المنازل والمحلات التجارية، وبعضها يندس وسط النباتات والأغراس والأشجار في الشوارع العمومية.

مشهد المنشورات الملقاة في كل الأماكن، على نحو اعتباطي، يتكرر مع كل حملة انتخابية، ويكرس كل مرة ضعف الوعي بالمحافظة على البيئة موازاة مع الممارسة السياسية كفعل وطني، ليصبح لزاما على عامل النظافة، تمشيط الفضاءات من شوائب النفايات ومنشورات الانتخابات، وفي كل مرة يتابع خطاوته المتفحصة للأنحاء، إلى حين التيقين من أن الأزقة المحددة له، تخلو من النفايات كما تخلو من الأوراق الكثيرة للانتخابات.

من جهتها، كانت “شبكة جمعيات الدار البيضاء للبيئة والتنمية المستدامة”، أكدت في أكثر من مناسبة، أن أعدادا هائلة من الأوراق والمنشورات تلقى في الأرض، دون مسؤولية إزاء رجال النظافة والمجال البيئي، في تأكيد منها أنه ” من المفترض توفير نص قانوني يرتب عقوبات مالية على المخالفين لقواعد المحافظة على البيئة، والرمي بالأوراق والمساهمة في تلوث البيئة. في وقت يتحتم على ممثلي الأحزاب توفير طريقة للحد من هذه الوضعية، من خلال إخضاع المتعاونين لفترات تدريب وتكوين، لرفع وعي الشباب بضرورة المحافظة على البيئة في أوج الحملات الانتخابية، وكذا رفع لباقتهم في التعامل مع الناخبين، واختيار متعاونين يحملون قناعة بالعمل الموسمي الذي يقومون به، باعتباره سلوكا مدنيا حضاريا، يجب أن يؤدوه بأمانة ودون الإضرار بالبيئة، وترك بصمة سيئة”.