انشغل أغلب رسامي الكاريكاتير اليوم بثامن مارس، اليوم العالمي للمرأة، معلنين من خلال خطوط ريشاتهم المشاغبة عن دفاعهم عن قضية المرأة المغربية من أجل حقها في العيش بدون منغصات.
ولا يتوقف تفكير الرسامين في قضية المرأة المغربية اعتبارا للمناسبة الظرفية، فقط، بل إن واقعها حاضر دوما ضمن رسوماتهم، سواء عبر أعمدة الصحف اليومية، أو على المواقع الالكترونية، متمنبن لها حياة افضل، تنعم فيها بالأمان والاستقرار، متمتعة بكل الحقوق التي يضمنها لها الدستور.
إنهم ينظرون إليها نظرتهم إلى الأم والأخت والزوجة والإبنة والصديقة والرفيقة والزميلة. نظرة ملؤها التقدير والاحترام، في البيت والمكتب والمعمل والشارع، منتقدين في نفس الوقت العقلية الذكورية التي تقف حاجزا في وجه طموحات المرأة، وتحاول إعاقة خطواتها على درب التطور والارتقاء الاجتماعي .
إنهم يعرفون من خلال ملامستهم للمواقع اليومي، مدى الحيف الذي تعاني منه المرأة ، نتيجة للإقصاء والتهميش، رغم كل ما تبذله من جهود في سبيل النهوض بالوطن اقتصاديا واجتماعيا، وهي التي تربي الأجيال، جيلا وراء جيل.
ولعل أكثر ما يثير غضب رسامي الكاريكاتير هو استغلال بعض الأحزاب السياسية لقضية المرأة، حيث تعتبرها بعض الزعامات السياسية مجرد صوت في الانتخابات، دون أن تضعها في برامجها، أو تدفع بها إلى الولوج إلى مراكز القرار السياسي، باستثناء حالات قليلة، لاتتناسب و حجم الكفاءات النسوية التي تزخر بها التنظيمات السياسية.
وحظيت المرأة القروية بدورها باهتمام خاص من لدن رسامي الكاريكاتير، اعتبارا لتضحياتها وانصهارها في بوتقة العطاء بدون حدود، إذ لا يتوقف عملها داخل المنزل، بل يمتد ليشمل الحقل والغابة.
واستغل الفنان محمد الخزوم، الذي يقف وراء تنظيم ملتقى شفشاون للكاريكاتير كل عام، إلى جانب السيدة نزيهة البشير العلمي، رئيسة جمعية “فضاءات تشكيلية ” ، مناسبة يوم ثامن مارس ليوجه للمرأة، على حائطه الفايسبوكي، “تحية لرفيقة الوجود حواء في عيدها الأممي”، مرفوقة بصورة فوتوغرافية جميلة ملتقطة بعدسته.
ولعله من غريب المصادفات أن يوم ثامن مارس، يصادف عيد ميلاد رسامة الكاريكاتير المغربية رهام الهور، التي أنجزت مجموعة من الرسوم لفائدة الصحيفة اليومية التي تعمل فيها، وكلها عن هموم المرأة وأمالها وأحلامها وتطلعها لغد مشرق، تنعم فيه بإنسانيتها كاملة، غير منقوصة.
المصدر : https://machahid24.com/?p=155304
