بعد مباحثات استمرت لنحو أسبوعين، أعلنت اللجنة المشتركة المكلفة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين (6+6) بإعداد القوانين الانتخابية، بعد منتصف ليلة الثلاثاء – الأربعاء ببوزنيقة، عن توافق أعضائها بشأن القوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية السنة الجارية.
وأفْضت الاجتماعات إلى توافقات مهمة بشأن تنظيم الانتخابات في شقيها التشريعي البرلماني والرئاسي، كما أن الهيئتين الليبيتين مارستا، من خلال لجنة (6+6)، مهامهما المحددة في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات سنة 2016.
هذا الاتفاق المفصلي لتنظيم الانتخابات؛ يؤكد مرة أخرى أن المغرب يشكل أرضية مثالية لجميع الفرقاء الليبيين، ويتفوق على باقي الوساطات التي ظهرت من قريب أو بعيد.
وحيال ذلك، رأى محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن مساعي المغرب الحميدة لإخراج ليبيا من مأزقها السياسي ليست وليدة اليوم، مشيراً إلى أن مخرجات لجنة 6+6 تحيلنا على اتفاق الصخيرات الذي يحقق نوعا من التوافقات السياسية بين الفرقاء الليبيين بشهادة الفاعلين الدوليين.
وأضاف زين الدين في تصريح لـ”مشاهد24″، أن المملكة “تعتبر أن حل مسألة الشرعية في ليبيا لا يمكن أن يتم إلا عن طريق انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة”، مشدداً على أن “ما توصل إليه الفرقاء بمدينة بوزنيقة من شأنه الدفع بمسلسل التسوية السياسية بهذا البلد الصديق”.
ورأى الخبير السياسي، أن سرّ نجاح المفاوضات ببوزنيقة يرجع بالأساس إلى “إدراك الدبلوماسية المغربية بحقائق الأمور، ونسجها لشبكة واسعة من العلاقات مع الليبيين. مبيناً أن جل الفرقاء يدركون بأن المغرب لا تحركه مصالح خاصة أو أطماع اقتصادية، بقدر ما تُحركه المصلحة العامة وتحقيق الأمن والاستقرار، فأمن ليبيا من أمن المغرب”.
واستطرد قائلا: “هناك توافق مطلق بأن المغرب أرض للحوار والسلام”، لافتاً أن باقي المبادرات والتدخلات من بعض الدول من بينها الجزائر باءت بالفشل”، مستحضرا “محاولات النظام الجزائري لتوريط ليبيا في نزاعات مفتعلة”.
وأكد زين الدين أن المغرب “يشتغل على الملف الليبي من منظور واضح؛ يكمن في أن يجد أبناء هذا البلد الشقيق حلا لمشاكلهم في فضاء سليم للحوار، ولا يوظفه لأغراض سياسية”.
من جهتها، ثمنت وجوه سياسية ليبية عاليا، الدور الذي اضطلعت به المملكة المغربية من أجل إنجاح هذا الحوار والتوصل إلى توافقات بشأن قانون الانتخابات المذكورة.
وأكدت في تصريحات صحفية، أن اللجنة لم تتعرض لأي ضغوط أو إملاءات من الخارج حيث تمت كافة النقاشات داخل اللجنة.
ويأتي اجتماع بوزنيقة كامتداد لسلسلة لقاءات احتضنها المغرب جمعت مختلف الأطراف الليبية من أجل تعميق النقاش حول السبل الكفيلة بتسوية الأزمة في هذا البلد.