خرجت الأمور عن السيطرة بمخيمات تندوف على التراب الجزائري، جراء حملة القمع التي تواجه بها قيادة جبهة “البوليساريو” الانفصالية المظاهرات السلمية التي يقوم بها الصحراويون المحتجزون. وأججت حملة القمع والاعتقالات والتعنيف التي تشنها ميليشيات “البوليساريو” مشاعر الانتقام لدى الصحراويين.
القصة، بدأت أول أمس الاثنين، عندما قامت كتائب من ميليشيات الدرك التابع لعصابة جبهة “البوليساريو”، بالهجوم على مخيم الاعتصام لعائلة المختطف الصحراوي “محمد سالم ماء العينين اسويد”، أمام مقر الكتابة الخاصة بزعيم دولة الوهم المدعو “إبراهيم غالي”.
وعمّ اليوم الأربعاء، الغضب مخيمات تندوف، بينما سلك المحتجون طريق التصعيد بعد إطلاق تحذيرات دون اهتمام من القيادة، فأقدموا على حرق سيارات للميليشيات، كما توجهت مجموعة لإحراق صيدلية ابن وزيرة الداخلية، قرب مستشفى السمارة، انتقاما من أمه مريم احمادة. وفق ما ذكره منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف بـ”فورساتين” عبر موقعه الرسمي.
ووفق المصدر ذاته، أطلق الشباب الغاضب الرصاص الحي من خارج السيارات التي كانت تجوب محيط المخيم، كما توعدوا عناصر ميليشيات “البوليساريو”.
وفي غضون ذلك، تم اعتقال 6 نساء من عائلة أهل الشاب الصحراوي المختطف “اسويد”، وبعض المتضامنين معهم، بعدما تدخلت ميليشيات “البوليساريو” بالقوة المفرطة وضربت وعنّفت كل الموجودين بالمعتصم، وتم نقلهن إلى سجن الذهيبية.
وفي المقابل، قامت مجموعات متفرقة من الشباب الصحراوي بتعميم نداءات إلى كل الصحراويين يطالبون بالوقوف في وجه الظلم، وبأن يهب الجميع لنصرة النساء المعنّفات والمعتقلات، وقد انطلق الأمر في البداية من قبيلة الركيبات السواعد، قبل أن تنضم إليها فئات أخرى تربطها بها قرابة النسب أو الدم.
وانتشر نداء آخر منسوب لقبيلة الركيبات لبيهات، تطالب من خلاله القبيلة أبناءها بالانسحاب من صفوف الميليشيات والاصطفاف إلى جانب اخوتهم لأخذ حق النساء المعتدى عليهم، في ما تعالت مئات الأصوات المطالبة بالقصاص من المعتدين.
وأكد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، أنه مع هذا التصعيد النوعي، إبراهيم غالي زعيم مليشيات “البوليساريو”، لا يزال يتغاضى عن الأمر، بل أكثر من ذلك دعا أتباعه إلى الخروج الجماعي غدا الخميس صباحا، والقيام بمظاهرة ضخمة ضد المحتجين، وإعلان رفضهم لما يقع، ليترك المواجهة بين الساكنة فيما بينها، وهو دليل واضح على رغبته في حرب أهلية، قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.