أوضح الكاتب والإعلامي الجزائري، توفيق رباحي، أن قدر العلاقات التي تربط بين النظام العسكري الجزائري وفرنسا ألا تهدأ، وألا تكون مثل علاقات أي بلدين جارين يفصلهما بحر هو في الحقيقة بحيرة.
وتابع المحلل الجزائري، في مقال نشرته صحيفة “القدس العربي” تحت عنوان “العلاقات الفرنسية الجزائرية وهذا القدر المشؤوم”، أم قدر هذه العلاقات ألا تكون طبيعية مثلما هي علاقات أيّ دولتين يجمعهما ماض استعماري كما هو حال بريطانيا والهند أو البرتغال والبرازيل أو إسبانيا والبيرو.
وأكد على أن علاقات فرنسا “فاترة وغالبا متأزمة مع الكثير من مستعمراتها السابقة. طبيعة الاستعمار الفرنسي ودمويته قبل عشرات ومئات السنين تحكم بطريقة ما واقع حال العلاقات اليوم. لقد كان استعمارا بغضيا لا شفاء منه. وبما أن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان من الأكثر عنفا ودموية، فمن الطبيعي أن تكون العلاقات بعد نهاية الاستعمار الأكثر تأزما ودائما على حافة الانهيار إذ لا يمر موسم أو عام دون أن تشهد هذه العلاقات رجّات شديدة تقضي بسهولة على ما يكون قد بُذل من مجهود لإصلاحها وتطبيعها”.
وذكر بآخر الفصول التي يرى أنها ستصب مزيدا من الزيت على نار العلاقات، وهي ورقة للسفير الفرنسي السابق في الجزائر، زافييه دريانكور، ينصح فيها حكومة بلاده بالتخلي ولو من طرف واحد عن اتفاق 1968 الذي ينظم الهجرة بين الجزائر وفرنسا.
وخلص إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية لن تشفى من الماضي وجراحه، ومن الريع السياسي والمادي الذي تدرّه هذه الجراح. ولا أمل في تطبيع قوي قائم على أسس موضوعية صلبة وجريئة طالما بقي في البلدين أقوياء يرفضون التوقف عن توظيف هذا الماضي ورقة سياسية وعقائدية ومصدر كسب مادي.