أثارت قضية إقصاء الملاكمة الجزائرية إيمان خليف من نهائي بطولة العالم بالهند بسبب ارتفاع هرمون الذكورة لديها، جدلا واسعا بين من يرى أن ما قام به الاتحاد الدولي للملاكمة يعتبر إجراء عاديا يحدث مع جميع الرياضيين في العالم، وبين فئة “رضعت” من النظام العسكري نظرية المؤامرة، التي باتت تعشش في المخيال الجزائري عموما.
فبعد هذه الفضيحة المدوية لكابرانات الجزائر ودميتهم المتحركة بخيوط يمسك بطرفها الجنرالات، تبون، خرج النظام العسكري، على لسان وزيره للشباب والرياضة، عبد الرحمان جماد، ليقول “لا أستطيع الكشف عما قالته الرياضية إيمان خليف، حول تعرضها لمؤامرة خارجية وداخلية، سنقدم طعن، والقضية محل متابعة”.
وناشدت بعض الجهات السلطات الجزائرية من أجل التدخل، خاصة بعد رواج فيديو للملاكمة، إثر قرار استبعادها، لتقول بأن الجزائر تتعرض لمؤامرة من قبل أطراف داخلية وخارجية.
وقالت إيمان، بعد أن تلقت الأوامر من الجنرالات، في هذا الفيديو “هذه مؤامرة، هناك أطراف تآمرت على الجزائر حتى لا يرفرف علم بلادنا عاليا ولا نحرز الميدالية الذهبية”.
ورد أحد المعلقين على هذا الهراء، موضحا أن القرار الصادر عن الاتحاد الدولي للملاكمة يعتبر أمرا عاديا واتخذ في وقت سابق ضد رياضيين آخرين.
وجاء في تدوينة نشرها على حسابه بموقع “الفايسبوك: “بنقرة بحث في غوغل ستجد أن الحادثة ليست الأولى، وتم إقصاء نساء من البطولات بسبب نفس القضية.. تزيد في البحث قليلا لتجد أن الاتحادات الدولية لمختلف الرياضات وضعت قانونا واضحا يقصي كل رياضية يجدون التيستوستيرون مرتفعا لديها وفق معيار معتمد مسبقا.. تزيد في البحث قليلا ستجد أن الفكرة علميا عادية ومنطقية.. اعتمدوها للموازنة بين النساء في الرياضة”.
ويلاحظ أن نظرية المؤامرة تسيطر على خطاب النظام العسكري الموجه داخليا في محاولة لإلهاء الشعب عن الأزمة التي تتخبط فيها البلاد، والتي دفعت الجزائريين للخروج في مسيرات احتجاجية للمطالبة بدولة مدنية بدلا من العسكرية الحالية، قبل أن يتم قمعها من قبل الآلة العسكرية.