يضع المغرب لشراكاته الاستراتيجية الواعدة مع عدة دول، لبنات أساسية تجعلها فعالة ومتواصلة ومثمرة في حيز زمني وجيز.
ذاك ما ينطبق على شراكة الرباط وفيينا التي تؤكد الزيارات المتتالية لعدد من المسؤولين النمساويين إلى المملكة، أنها ماضية على سكة القطار فائق السرعة، لبلوغ مرحلة متقدمة من التعاون.
رئيس المجلس الوطني بجمهورية النمسا وولفكانك سوبوتكا، حل بالمملكة في زيارة عمل، خلال أقل من شهر على الزيارة المهمة للمستشار الفيدرالي النمساوي كارل نبهامر التي جاءت في إطار الاحتفاء بالذكرى الـ240 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وهذه إشارة قوية على رغبة البلد الأوروبي في أجرأة تصورات مشتركة على المدى القريب.
ومباحثات رئيس المجلس الوطني للنمسا، ضمن هذه الزيارة، جرت مع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش الذي أكد أن استقباله للضيف النمساوي، يأتي تعزيزا للسيرورة الإيجابية للتعاون المغربي النمساوي.
أكثر من ذلك، صرح رئيس الحكومة، بأن اللقاء شكل مناسبة لاستشراف آفاق الشراكة على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات.
هذه الشراكة التي ستستثمر إنجازات البلدين لإطلاق مشاريع مهمة تشمل مجال النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة، تنبني على مواقف واضحة وثابتة، تحديدا الموقف الإيجابي لجمهورية النمسا من القضية الوطنية، الموثق في إعلات مشترك صدر عقب اجتماع رئيس الحكومة عزيز أخنوش والمستشار الفيدرالي النمساوي، في فبراير الماضي جاء فيه أن “النمسا أكدت أنها تعتبر مخطط الحكم الذاتي للصحراء، الذي قدمه المغرب سنة 2007، مساهمة جادة وذات مصداقية في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، باعتباره أساسا لحل مقبول لدى كافة الأطراف”.