حملت زيارة المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع أوليفر فاريلي، إلى المملكة، رسائل قوية بشأن تشبث بروكسل بعلاقتها مع الرباط وحرصها على تفادي كل عثرة محتملة مع شريك استراتيجي هو ركيزة الاستقرار في حوض المتوسط.
الرسائل التي سطر عليها المفوض الأوروبي في مباحثاته مع مسؤولين مغاربة، ضمن ثاني زيارة للمملكة خلال أقل من سنة، تشمل مختلف أوجه الشراكة، وتوقف عندها موقع “نيو جلوبال نيوز”، في مقال بعنوان “المغرب هو مفتاح سياسة الجوار بالاتحاد الأوروبي”.
المقال أكد أن أوروبا، تراهن على المغرب باعتباره بلدا رائدا بالقارة الإفريقية وبمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ولأنه أثبت نفسه كواحة للاستقرار السياسي وأيضا الاجتماعي والاقتصادي، ضمن سياق إقليمي وعالمي متسم بالصراعات والأزمات.
ولفت إلى الإشارات القادمة من أوروبا طيلة الفترة الأخيرة، المتمثلة في زيارات متتالية “وبعدد غير عادي” لمسؤولين رفيعي المستوى، يتقدمهم منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فالمفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع أوليفر فاريلي، مبرزا أنها زيارات بدلالة واحدة ووحيدة تتمثل في كون دول القارة العجوز تخطب ود المملكة.
وبخصوص زيارة أوليفر فاريلي والمباحثات التي أجريت على هامشها، سجل الموقع، أنها محطة مهمة في مسار ترسيخ مكانة المغرب كشريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي.
وتابع موضحا “المغرب هو بشكل فريد أحد أفضل المحاورين في غرب البحر الأبيض المتوسط وبإمكانه تعزيز “سياسة الجوار” التي نصبت بروكسل نفسها معنية بها بهدف تقريب الاتحاد الأوروبي من جيرانه في الشرق والجنوب سياسيا واقتصاديا”.
وبعد أن ذكر بأن المفوضية الأوروبية، سعت منذ فترة إلى تعزيز روابطها مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ، بما في ذلك المغرب، بعقد تظاهرات في هذا الإطار من قبيل القمة الأوروبية الإفريقية، اعتبر “نيو جلوبال نيوز”، أنه لا يمكن المراهنة على باقي الدول التي عانت من تداعيات ثورات ونزاعات وتفتقر للاستقرار، فيما قدمت بلادنا نموذجا يشهد بنجاعته عالميا، في سياسات الهجرة والأمن ومكافحة الإرهاب والمناخ والطاقة.
وأردف أن المغرب، برهن منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، عن كونه حلقة الوصل الأساسية بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، جغرافيا وسياسيا واقتصاديا.
وفيما يخص مجال الطاقة، أشار إلى الشراكة الخضراء التي تم تطويرها بين الرباط وبروكسل، وهي الأولى من نوعها الموقعة مع دولة ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وشدد على أن هذه الشراكة تكشف قناعة أوروبا بأهمية المكانة التي حققها المغرب في الانتقال الطاقي وثورة الطاقة الخضراء، بفضل جهود كبيرة وتنسيق فعال بين مختلف الفاعلين، منذ إطلاق أولى مشاريع الطاقة الشمسية، وحتى خطط عمل الهيدروجين الأخضر الذي يغري مستثمرين كبار عبر العالم، يتنافسون للاستفادة من الفرص المتاحة بشأنه.
واستحضر الموقع في هذا السياق، التصريح القوي لفرانس تيمرمانس المفوض الأوروبي لشؤون المناخ، الذي قال “الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي هي بداية لتطور من شأنه أن يربط أوروبا بأكملها وإفريقيا بأكملها”.