على وقع انتصارات دبلوماسية مغربية في قضية الصحراء، يكثف النظام العسكري الجزائري جبهات التنسيق مع جنوب إفريقيا وذلك في محاولة لإحياء فرص استمرار دعم جبهة “البوليساريو” الانفصالية دوليا.
وحيال ذلك، توجه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أمس الاثنين، إلى بريتوريا حيث أجرى محادثات موسعة مع وزيرة الشؤون الخارجية الجنوب أفريقية، ناليدي باندور، تركزت حول العلاقات الثنائية. كما تبادل الجانبان خلال الاجتماع وجهات النظر حول نزاع الصحراء المغربية، والذي يستأثر باهتمام البلدين، باعتبار الجزائر طرفا فيه وجنوب أفريقيا أكبر داعمي جبهة “البوليساريو” بعد النظام الجزائري، إذ ناقشا سبل تعزيز الغطاء السياسي المقدم للجبهة الانفصالية.
ويأتي هذا التحرك في ظرف خاص، حيث بات النظام العسكري الجزائري ومعه جنوب أفريقيا يستشعران خطورة الموقف، خصوصا بعد الاجتماع الأول الذي عقده مجموعة من الوزراء الموقعين على “النداء الرسمي لطرد الجمهورية الوهمية من الاتحاد الإفريقي” المسمى بنداء طنجة، قبل أسابيع قليلة بمراكش.
وأكد الوزراء الأفارقة، خلال هذا الاجتماع، على التزامهم الكامل بالعمل معا وبالتنسيق سويا لاستبعاد هذا الكيان غير الحكومي من الاتحاد الإفريقي.
وإزاء ذلك، جددت الجزائر إقحام قضية الصحراء في تداولاتها الدبلوماسية مع جنوب إفريقيا، وذلك في وقت يجمع المجتمع الدولي بمختلف أطيافه على مشروعية مقترح الحكم الذاتي.
وناقش لعمامرة وباندور – حسب بيان للخارجية الجزائرية – العديد من القضايا المشتركة بين البلدين وعلى رأسها نزاع الصحراء المفتعل.
وكثفت الجزائر في الآونة الأخيرة من تحركاتها الدبلوماسية، في القارة الإفريقية، في محاولة لحشد الدعم لجبهة البوليساريو، في حال تقدم المغرب بمقترح يقضي بتجميد عضوية “الجمهورية الوهمية” في الاتحاد الإفريقي.
وتعترف جنوب إفريقيا منذ سنة 2004 بالجمهورية الوهمية، ولا تفوت أي فرصة دون الاصطفاف إلى جانب النظام العسكري الجزائري.