خلف إعلان النظام العسكري الجزائري إنشاء أنبوب غاز ثان يربط بين بلاد العسكر وجزيرة سردينيا الإيطالية من دون المرور عبر التراب التونسي، جدلا سياسيا وإعلاميا كبيرين في تونس، توجسا من تكرار ما حصل مع المغرب في سنة 2021.
وجاء الإعلان عن هذا المشروع خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني، إلى الجزائر الأسبوع الماضي، غير أن هذا المشروع قديم ويدعى “غالسي”، وقد كان قريبا من التجسيد قبل أن يتوقف في ظروف غامضة، في وقت كان الطلب على الطاقة أقل حدة من الآن، لكن الحرب في أوكرانيا وما خلفته من تحولات جذرية تهز العالم حاليا بشكل أجج سياسة المحاور، أعادت الأهمية له.
ورأت أوساط تونسية في هذا المشروع استهدافا للأنبوب القديم المار عبر التراب التونسي الساري العمل به “ترانس ماد” أو “أنريكو ماتيي”، كما يسمى أيضا، والذي يساعد الأخيرة على تغطية الكثير من حاجاتها الطاقوية والمالية، في شكل رسوم.
واعتبر البعض أن نفاق النظام العسكري الجزائري تجاه تونس قد انتهى، بعد أن أغدق عليها أموال الشعب لمكافأة الرئيس المثير للجدل قيس سعيد على استقباله لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، المدعو ابراهيم غالي، في محاولة يائسة من الجنرالات لضرب مصالح المغرب.
واستحضروا إغلاق النظام العسكري خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، إثر قرار أحادي الجانب، في خطوة اعتبرها الرأي العام الدولي صبيانية، وليس لها أي تأثير اليوم على انتاج الكهرباء في المغرب.