أبرزت الزيارة، التي قامت بها مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، أمس الأربعاء إلى الرباط، صدق الموقف الأمريكي بخصوص ملفات تعني المملكة، خاصة قضية الصحراء المغربية، في حين تتمسك فرنسا بـ”الموقف الضبابي”.
فخلال هذه الزيارة، جددت مساعدة بلينكن دعم الولايات المتحدة للمخطط المغربي للحكم الذاتي، باعتباره حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا للنزاع حول الصحراء المغربية.
وشددت المسؤولة الأمريكية، خلال ندوة صحافية عقب محادثات أجرتها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على أن “الولايات المتحدة ما تزال تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا”.
كما سلطت الضوء على مدى تقدير إدارة بايدن الكامل لمساهمات المملكة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم، مؤكدة على أنها مسرورة لوجودها في المغرب، “أحد أقرب وأقدم حلفاء الولايات المتحدة” حيث إن عمر الصداقة المغربية الأمريكية تمتد إلى قرون، ولم تتزعزع يوما، لأن البلدين وجدا نفسيهما دائما على نفس الجانب من التاريخ، خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، وفي إطار مكافحة آفة الإرهاب أو تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط.
هذه الديناميكية الجديدة للشراكة المغربية الأمريكية، التي تعززت أكثر بعد التوقيع على اتفاقات أبراهام. تفض مضجع بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، التي باتت سياسيتها اتجاه المملكة تفضح غيضها من الإنجازات المتتالية للمملكة، ما يكشف أن باريس لم تتمكن بعد التخلص من إخفاقاتها الوصائية من حقبة استعمارية ماضية.
فكما يعرف فإن الطبيعة تكره الفراغ، ولهذا فسحت حالة البرود التي تعرفها علاقات الرباط مع أوروبا وخاصة فرنسا، المجال لتعزيز وتنويع الشراكات بين المملكة والحلفاء التقليديين، ولا سيما الولايات المتحدة الامريكية.
حالة البرود التي تعرفها العلاقات الفرنسية المغربية منذ فترة طويلة، أفرزتها السياسات المتخذة من طرف باريس إزاء الرباط، خاصة فيما يخص قضية الصحراء المغربية، إرضاء للنظام العسكري الجزائري، الذي لجأ إليه قصر الإيليزيه لضمان الحصول على الغاز قصد توفير التدفئة للفرنسيين، وسط فصل شتاء قارس لا يرحم.