عززت المملكة خلال سنة 2022 التي تنقضي بعد أيام، إنجازاتها فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، وتحديدا دبلوماسية القنصليات، الورقة الرابحة في وجه خصوم فقدوا البوصلة وانكفأوا داخل جحورهم.
ممثلة دولا من إفريقيا والمنطقة العربية وأقصى القارة الأمريكية، بلغ العدد الإجمالي للقنصليات العامة التي تم افتتاحها بالأقاليم الجنوبية 28 قنصلية، 16 بالداخلة و12 بالعيون.
وخلال العام الحالي، مثلت القنصليات التي رأت النور بمدينة الداخلة على وجه الخصوص، منظمة دول شرق الكراييب، وجمهورية سورينام، وجمهورية الطوغو، وجمهورية الرأس الأخضر، وجمهورية غواتيمالا. كما أعلنت دول أخرى من قبيل تشاد والصومال، عن قرار افتتاح تمثيليات دبلوماسية مماثلة بنفس المنطقة.
في هذا السياق، قال أحمد صلحي الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص بالشؤون الإفريقية، إن استمرار مسلسل افتتاح قنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة الذي دشن سنة 2019، يؤكد الدعم المتنامي لمغربية الصحراء، ويبرهن في الوقت ذاته الثقة المكتسبة في الإمكانات التي توفرها بلادنا بمنطقة واعدة.
وأضاف صلحي ضمن تصريح لـ”مشاهد24”، أن هذا الرهان الذي اشتغلت عليه الدبلوماسية المغربية بتوجيهات ملكية، في إطار مساعي حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية أبان عن نجاعته، حيث تواصل افتتاح القنصليات بوتيرة مهمة أسقطت أوهام الخصوم الذين روجوا لكون التدشينات ستظل محدودة بل وستتوقف.
وتابع قائلا ”يكفي أن نشير إلى أن جزر القمر التي كانت أول دولة تفتتح قنصلية بالصحراء المغربية، احتفت بمرور 3 سنوات على الحدث المهم. هذا خير دليل على أن رهان المغرب على دبلوماسية القنصليات ناجح إلى أبعد حد”.
من جهة أخرى، لفت الباحث في العلاقات الدولية، إلى ثمار هذا الإنجاز الدبلوماسي على المستويات السياسية والرمزية، مسجلا أن كل دولة تفتتح قنصلية إلا وتؤكد دعمها للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية ورهانها على الحكم الذاتي كحل سياسي وواقعي متوافق عليه.
وجزم بأن المسلسل سيستمر بالنظر إلى الدينامية التي تشتغل بها الدبلوماسية المغربية على كافة المحاور العالمية وخصوصا القارة الإفريقية، مردفا ”هناك تحرك دبلوماسي نشيط بناء على قناعة أن المسار الديبلوماسي يرتبط بالمسارات السياسية والاقتصادية والتنموية”.
وضمن نفس التصريح، شدد على أن استقبال الداخلة والعيون ولما لا أقاليم جنوبية أخرى لمزيد من التمثيليات الدبلوماسية، يشكل ردا مباشرا على الاستفزازات التي تقوم بها باقي الأطراف خصوصا الجزائر التي تبذل الغالي والنفيس لحشد دعم واه لمخططاتها.
وختم صلحي، بالتسطير على أن مؤشرات عديدة ضمن ملف الوحدة الترابية، تعكس تزايد ثقة المنتظم الدولي في الرؤية المغربية في تجاوز النزاع القائم بمنطقة الصحراء، ويعد خروج دول بمختلف القارات من المنطقة الرمادية وإقدامها على فتح قنصليات تمثلها جنوب المملكة، أبرزها.
جدير بالذكر، أن القنصليات العامة التي تحتضها مدينة العيون، تمثل دول الغابون، الكوت ديفوار، جزر القمر، إفريقيا الوسطى، ساوتومي وبرينسيبي الديمقراطية، بوروندي، مالاوي، الأردن، البحرين، الإمارات، إسواتيني، وزامبيا.
أما قنصليات مدينة الداخلة، فتمثل دول غامبيا، غينيا، جيبوتي، ليبيريا، غينيا الاستوائية، غينيا بيساو، بوركينافاسو، هايتي، السنغال، جمهورية الكونغو الديمقراطية، سيراليون، سورينام، منظمة دول شرق الكارايبي، الطوغو، الرأس الأخضر، غواتيمالا.