قام ملك الأردن عبدالله الثاني بزيارة مفاجئة للجزائر، بعد أن كادت العلاقات الثنائية بين البلدين أن تنسى بسبب البرودة التي كانت تطبعها، لاعتبارات عدة أهمها تراجع الدبلوماسية الجزائرية في السنوات الأخيرة .
فجائية الزيارة لم تترك مجالات لتقديم قراءات مسبقة وإثارة نقاشات واسعة، غير أن المدة التي قضاها الملك الأردني في الجزائر سمحت بفتح الأبواب أمام تأويلات لم تتمكن تصريحات مسؤولي البلدين من فك شيفراتها بشكل كامل.
فقد تحدثت تقارير إعلامية إسبانية عن دعوة العاهل الأردني النظام العسكري الجزائري إلى إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي.
وقالت صحيفة “لابانغوارديا” الإسبانية إن مصدراً جزائريا أكد دعم الوساطة الأردنية من أجل تشغيل الأنبوب المغاربي: “يمكن أن يحدث قريباً وسيكون خطوة لتطبيع العلاقات التجارية مع إسبانيا”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن ملك الأردن قبل وصوله إلى الجزائر توقف في القاهرة والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أيد بدوره الوساطة التي تعتزم المملكة تنفيذها.
وأحرز العاهل الأردني حسب الصحيفة “تقدما كبيرا جداً” من الممكن أن يفضي إلى اجتماع جزائري-مغربي في سويسرا. ويقول الدبلوماسي الجزائري إن هذا الاجتماع “قد يكون قريبا جدا أيضا”.
وحسب موقع “مغرب إنتليجنس” الفرنسي، اقترح الملك عبد الله الثاني خارطة طريق تتكشف على مراحل عدة، حيث يفضل الأردن البدء بالجانب الاقتصادي للحصول على كبح التوتر في العلاقات الجزائرية المغربية.
وكشف الموقع عن تقدم الأردن بوساطة لاستئناف العلاقات بين الجارتين المغاربيتين، الجزائر والمغرب، في ظل أزمات سياسية ودبلوماسية متكررة.
وذكر المصدر أن الملك الأردني استغل زيارته إلى الجزائر يومي 3 و4 دجنبر الجاري لمحاولة إقناع القادة الجزائريين بقبول وساطة جديدة مع المغرب.
وأوضح الموقع نقلا عن مصادر لم يذكرها، أن “العاهل الأردني حاول إقناع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقبول عرض إعادة إطلاق الحوار مع الجار المغرب من أجل إنهاء حرب دبلوماسية وسياسية تقلق بشدة كل الفاعلين في العالم”.