وجه وزراء وسياسيون بارزون بأوروبا وإفريقيا، رسائل قوية من مدينة مراكش، بشأن ضرورة إعادة النظر في طبيعة العلاقة القائمة بين القارتين من أجل مواجهة التحديات وبناء شراكة رابح رابح.
ويقينا منهم بكون الاجتماع رفيع المستوى الذي يجمعهم بالمملكة، هو اللحظة الأمثل لبسط الإشكالات المطروحة والبحث عن أجوبة مناسبة لها، أشر المسؤولون على توقيع ”إعلان مراكش” المتضمن لعدة التزامات وتوصيات.
في هذا السياق، أجرى ”مشاهد24”، حوارا مع جون كريستوف أويتجن الرئيس المشترك لـ”Renewpac” منظمة البرلمانيين الأوروبيين الليبراليين، الجهة المنظمة للاجتماع رفيع المستوى بشراكة مع الليبرالية الدولية.
أي أهمية يكتسيها تنظيم الاجتماع رفيع المستوى لـ”Renewpac” بعد 3 سنوات من التوقف ؟
يعد تنظيم اجتماع ”Renewpac” لعام 2022، لحظة استثنائية لأننا نلتقي بعد 3 سنوات من التوقف بسبب تداعيات الجائحة الصحية ”كوفيد19”. ونحن محظوظون اليوم لأننا نملك فرصة النقاش والتداول حول المشاكل المطروحة للخروج بحلول.
أود بهذه المناسبة أن أسطر على أن الأجوبة الجيدة والحلول للإشكالات المطروحة، ليست موجودة فقط بأوروبا، كما أنها ليست موجودة فقط بإفريقيا، ما يستدعي فتح نقاشات صريحة للتوصل لأجوبة وحلول مشتركة.
ما أبرز التحديات التي تركزون على إيجاد جلول مشتركة لها ؟
النحديات المطروحة اليوم كثيرة وكبيرة في عالم يشهد صراعات وأزمات، لكن المواضيع التي برمجت للنقاش خلال هذه النسخة من ”Renewpac”، تدور في فلك الأمن الطاقي والغذائي والأمني.
نحن كسياسيين ليبراليين من أوروبا وإفريقيا، نطرح وجهات نظرنا للتوصل لجواب مشترك بشأن سبل مواجهة نقص الطاقة والغذاء وكذا استمرار الحروب والصراعات سواء بعدة بلدان إفريقية، أو داخل القارة الأوروبية باستحضار الحرب على أوكرانيا وتداعياتها.
هدفنا الأساسي من انعقاد هذه التظاهرة، رسم طريق مشترك نسلكه لبلوغ مرحلة عنوانها شراكة ”رابح رابح” للقارتين.
وهنا أشير إلى حمل ملقى علينا كمسؤولين نمثل أحزابا ليبرالية أوروبية، وهو العمل على التصدي لسياسات بأوروبا، تحول دون تحقيق هذا النوع من الشراكة بسبب نظرة غير متكافئة لإفريقيا.
تحدثتم في مداخلات بالاجتماع عن كون المغرب جسر بين القارتين ما أهمية الدور الذي يلعبه في تحقيق شراكة رابح رابح ؟
عقد اجتماعنا رفيع المستوى بالمغرب، لم يأت اعتباطا، بل إنه اختيار مبني على قناعة بكونه فعلا جسر بين القارتين الأوروبية والإفريقية، يتمتع بروابط قوية منذ عقود مع الأولى ويحظى بمكانة مهمة بالثانية.
بالإضافة إلى ذلك، معدودة هي الدول التي لها القدرة على تفهم واحتواء خصوصيات كل قارة على حدة. المغرب بلد حاضن وخير دليل على ذلك، الدعم الذي حظينا به من طرف مسؤولين مغاربة تحديدا داخل حزب الحركة الشعبية الذي نتقاسم معه قيم الليبرالية.
باختتام ”Renewpac” مراكش والاستعداد لنسخة مقبلة ما الرسالة التي تود توجيهها ؟
هذا الفضاء الذي يجمعنا ويمكننا من وضع إشكالات كبرى تحت المجهر، فرصة ثمينة لتمكين أوروبا وإفريقيا من استثمار مواردهما وكفاءاتهما في بناء مستقبل مشترك أفضل.
هو صوت نحن في حاجة لإسماعه لصناع القرارات، ويقودنا صوب سكة مشتركة نعتبرها أكثر أمانا من أن يمضي كل منا في سكة مختلفة ويتعثر في ظل عالم تتضاعف فيع المصاعب.
جدير بالذكر، أن فعاليات الاجتماع رفيع المستوى حول موضوع ”أوروبا وإفريقيا: من أجل تعزيز التعاون الليبرالي”، انطلقت الاثنين، بزيارة ميدانية لمتحف محمد السادس لحضارة الماء ”أمان”، ثم تواصلت بعقد عدة جلسات نقاش بحضور وزراء وسياسيين بارزين من أوروبا وإفريقيا ومنطقة بحر الكاريبي والمحيط الهادئ.