بشكل مفاجئ، نفت الجزائر إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا على الحدود مع المغرب، كانت مقررة خلال هذا الشهر، مؤكدة أن ما أوردته تقارير إعلامية دولية “لا أساس له من الصحة”.
وحيال ذلك، نفت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان صحفي، تنظيم أي “مناورات تكتيكية جزائرية روسية مشتركة في جنوب البلاد”.
وأضاف أن “هذا التمرين التكتيكي المشترك المقرر ضمن أنشطة التعاون مع الجيش الروسي في إطار مكافحة الارهاب لن ينفذ”.
ويرى مراقبون، أن بيان الوزارة الذي صدر في هذا الغرض ضمّ نفيا، وفي الوقت نفسه تضمّن اعترافا بوجود المناورات وإلغائها.
ولإعطاء الانطباع بإجراء تعديلات، أعلن المجلس العسكري الجزائري أن “جميع التدريبات المشتركة مع الجانب الروسي أو أي شريك آخر يتم الإعلان عنها في بيانات صحفية تنشرها وزارة الدفاع الوطني”.
وقالت تقارير إعلامية إن هذه الخطوة المرتبكة كشفت عن وجود خلافات كبيرة داخل السلطة الجزائرية بين تيار يريد استرضاء أوروبا والولايات المتحدة والنأي عن روسيا في الظروف الحالية المتوترة، وتيار موسكو الذي يتحكم في قرار المؤسسة العسكرية، لكنه بدأ يفقد نفوذه تدريجيا.
وفي هذا الصدد، أشار موقع “ديفينس عربي” المختص بأخبار الأسلحة والمستجدات الدفاعية إلى أنه منذ شتنبر الماضي، طلب العشرات من أعضاء الكونجرس الأمريكي من وزارة الخارجية وضع الجزائر على قائمة “أعداء الولايات المتحدة”. كما طالب نحو 30 من أعضاء الكونجرس الأمريكي، بقيادة السناتور ماركو روبيو والنائبة ليزا ماكلين، وزير الخارجية أنطوني بلينكين بفرض عقوبات، بموجب الصلاحيات التي فوضها له الرئيس الأمريكي، ضد الجزائر، من خلال تفعيل “قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”.
ووفق المصدر ذاته، فالجزائر متهمة أيضاً بتمويل، من خلال مشترياتها الضخمة للأسلحة الروسية، الحرب التي بدأت في بداية هذا العام من قبل موسكو في أوكرانيا.
وأشار الموقع ذاته إلى أنه في 16 نونبر الجاري، تصرف نحو 20 من أعضاء البرلمان الأوروبي بالطريقة نفسها مع أعلى سلطات الاتحاد الأوروبي، وطالبوا بمراجعة اتفاقيات الشراكة التي تربط الأخيرة بالجزائر، وذلك بسبب دعمها للاتحاد الروسي في حربها ضد أوكرانيا.
بدورها، أكدت تقارير أوروبية أن المناورات التي كانت مبرمجة بين الجزائر وموسكو تمثل تهديدا للمصالح الاستراتيجية الأوروبية، كونها تسمح بنقل النفوذ الروسي العسكري إلى حيز الجغرافيا الأوروبية، وأنها رسالة شديدة اللهجة من موسكو إلى القارة العجوز مفادها أن روسيا ببإمكانها تهديدمصالح الغرب ونقل قواتها إلى أي مكان تريد.
وكانت الجزائر قد تفاخرت بهذه المناورات العسكرية منذ إعلانها من قبل وكالة “سبوتنيك” الروسية، وهي الآن تتهم الصحافة الدولية بنشر معلومات كاذبة.
وترتبط موسكو والجزائر بعلاقات وثيقة، وتؤكد مصادر عسكرية ودبلوماسية متطابقة أن هذه الأخيرة من أوثق حلفاء موسكو في إفريقيا ومن أكبر مستورد للأسلحة الروسية.