وجه الملك محمد السادس يومه الإثنين رسالة إلى المشاركين في أشغال الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، والتي تحتضنها الرباط إلى غاية الثالث من شهر دجنبر المقبل.
وأكد الملك في رسالته، التي تلاها الأمين العام للحكومة محمد حجوي، على أن اختيار الرباط لانعقاد هذه الدورة “ليس اعتباطيا، وإنما يأتي نتيجة للاشعاع الثقافي الكبير لهذه المدينة العريقة، التي تعتبر قطبا ثقافيا عالميا”.
وأشار العاهل إلى أن هذه الدورة تنعقد بعد مرور 19 سنة على اتفاقية التراث العالمي غير المادي “والتي تحقق بفضلها تقدم كبير في العديد من المجالات المرتبطة بالتراث الثقافي غير المادي”، مؤكدا على أنه في ظل “التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم اليوم، باث من الضروري العمل على إبراز إشعاع التراث غير المادي الذي تتوفر عليه الدول، والخروج بتدابير للحفاظ عليه”.
وحسب الرسالة الملكية، فإن المملكة المغربية منذ مصادقتها على الإتفاقية، تقوم بدور هام في حماية التراث غير المادي سواء عبر تعزيز ترسانتها القانونية في هذا المجال، والمشاركة الفعالة في تنزيل مضامين الاتفاقية أو من خلال العمل على إعداد قوائم جرد للتراث.
وفي هذا الإطار ، أعلن الملك عن إحداث مركز وطني للتراث الثقافي غير المادي، والذي تتلخص مهمته في تثمين المكتسبات المحققة في هذا المجال.
وأكد العاهل على أنه من “أجل رفع التحديات العديدة التي تواجه الحفاظ على الموروث الثقافي، يتعين على الجميع دعم كافة الجهود المبذولة في مجال النهوض البحوث العلمية، وتشجيع الباحثين والمهتمين بحماية مكتسباتنا التراثية”.
ودعا الملك في هذا السياق إلى تعزيز التعاون الدولي متعدد الاطراف وتبادل التجارب والأفكار، إلى جانب البحث عن أنجع السبل لتربية الناشئة على أهمية تراثنا والاهتمام به.
وشدد على ضرورة رقمنة الموروث الثقافي الغني، ومكونات التراث غير المادي، وتقديم محتويات رقمية قيمة تعرف بالتراث الثقافي بموازاة مع الحامل الورقي وغيره.
وأكد الملك على أن هذه الدورة تشكل “فرصة سانحة أمام وفود الدول المشاركة، والخبراء والمهتمين بالتراث الثقافي لبلورة رؤية علمية موضوعية والخروج بتوصيات وجيهة وفعالة تتوخى الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وصيانته”.