تختتم الدورة الـ31 للقمة العربية، التي تستضيفها الجزائر، اليوم أشغالها، وسط شكوك حول نتائجها المرتقبة، بسبب غياب وازن لقادة دول مثل السعودية والإمارات والكويت والمغرب والأردن، وفي ظل استمرار الانقسام حول الصراعات التي تشهدها المنطقة.
ويرى محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن علامات الفشل كانت واضحة جدا منذ البداية على القمة العربية بالجزائر، حيث “أصبح النقاش الأساسي هو حول حضور وغياب القادة العرب، وهذا مؤشر أساسي على فشل القمة”.
وأكد عصام لعروسي، في تصريحات خص بها مشاهد24، على أن غياب القادة العرب أصبحت هي القضية الجوهرية المهيمنة على القمة، “وهذا يرجع إلى مجموعة من العوامل أولها ماتعرفه جامعة الدول العربية من تغيرات مركزية وهيكلية، ترجع بالأساس إلى التحول الذي حصل في طبيعة النظام الإقليمي العربي، هذا التحول الذي يشهد وجود عناصر إقليمية بارزة بدل السابقة، والتي أصبحت تأخذ مكانها داخل الجامعة، ومنها الدول التقليدية المحافظة، بدل المحور الذي تصطف معه الجزائر”.
وأشار إلى أن هناك دول أساسية قادتها يغيبون عن القمة وأبرزها السعودية والإمارات والكويت والمغرب والأردن، وهي مجموعة من الدول التي تدرج في إطار الدول التقليدية المحافظة، التي لم تتأثر بالربيع العربي.
أما العامل الآخر، الذي يؤكد على فشل القمة قبل بدايتها وبالرغم من التوافق على مجموعة من النقاط المدرجة في جدول النقاش، يضيف المتحدث، فهو عدم الالتفاف حول قضايا مهمة، مثل نقطة التدخلات الإيرانية في المنطقة، في حين تم الاكتفاء بنقط تخص الأمن الغذائي في المنطقة العربية وغيرها من النقاط المتعلقة بالوضع بعد جائحة كورونا وأيضا بالحرب في أوكرانيا.
“وحتى من حضر لديهم طموحات متناقضة”، حسب الخبير، الذي أوضح أن “الحضور المصري هو لمنع كل محاولة جزائرية لأخذ المبادرة في مجموعة من القضايا، خاصة الملف الليبي”، في حين أن “الحضور التونسي مفهوم باعتبار التقارب التونسي الجزائري فيما يخص بعض القضايا الخلافية في المنطقة المغاربية، والتي تسببت في الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وتونس، إثر استقبال قيس سعيد لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، المدعو ابراهيم غالي”.
وشدد الخبير على أن الدول التي حضرت ممثلة بقادتها “لها طموحات مختلفة ومتناقضة وتريد كل منها أن تستفيد من حضور القمة”.
وفيما يخص الجزائر، يضيف، فإن النظام العسكري يحاول استغلال القمة لتهيئة الأجواء وخدمة مصالحه الأساسية في المنطقة، من خلال الترويج لشعار “لم الشمل” ، مشددا على أن “هذا الشعار غير صحيح ولا صلة له بالحقيقة، ولا يمكن الحديث عن دورة ناجحة في غياب قادة أساسيين، ولا يمكن الحديث عن دورة ناجحة في غياب هياكل تنظيمية صارمة داخل جامعة الدول العربية، هذا التكثل الذي ليس له أي دور في إطار الصراعات”.
وأبرز أن القمة بدأت بالجلسة الافتتاحية وستنتهي بالبيان الختامي، الذي يكون قد تمت المصادقة عليه في اجتماع وزراء الخارجية، وبالتالي “فإخراج القمة يعوزه الجانب التفاعلي للقادة حول مجموعة من القضايا الخلافية”.
وخلص إلى أن تباين وجهات النظر حول بعض القضايا المطروحة على القمة، مثل الأزمة الليبية، وملف سد النهضة، وغياب ملوك وأمراء ورؤساء دول وازنة “كل هذا يجعل الدورة باهثة وغير ذات قيمة ولن تعطي ما هو منتظر منها”.