وضع التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأصبع على مظاهر عرقلة جبهة ”البوليساريو” الانفصالية، لمهمة بعثة المينورسو في الصحراء المغربية، كما فندت مضامينه الادعاءات المروجة للحيلولة دون إنهاء النزاع المفتعل.
عبد الواحد أولاد مولود الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص بالشؤون الإفريقية، قدم في حديث لـ”مشاهد24”، قراءة تحليلية لمضامين التقرير، مشيرا أيضا إلى أثرها على مسار ملف الصحراء.
أولاد مولود، أكد أن التقرير الذي جاء في سياق التقارير المؤطرة لقرارات مجلس الأمن، اتسم برصد مكامن القوة والضعف الأساسية في حلحلة ملف الصحراء المغربية، بناء على لغة إحصائية دقيقة.
وسجل أن مكامن الضعف التي رصدها التقرير تعني الجبهة الانفصالية، بإبرازه أنها تعرقل الدوريات البرية والجوية للمينورسو شرق الجدار الرملي، من جهة، وتوفر بيئة خصبة للإجرام، تحديدا الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات من جهة أخرى.
وتطرق في هذا السياق، إلى رقم مهم تضمنه التقرير السنوي حول تعنت الكيان الوهمي، يتمثل في منع 4070 زيارة للدوريات البرية للبعثة الأممية، مردفا ”البوليساريو منعت هذا الرقم الهائل من الزيارات التي تعمل البعثة على رصد الأوضاع من خلالها داخل مخيمات تندوف، كما عرقلت الاستطلاعات الجوية وبالتالي فباستثناء الرسائل الخطية، تواجه البعثة الأممية صعوبة في التواصل من طرف الجبهة الانفصالية”.
في المقابل، لفت أولاد مولود إلى أن التقرير نسب مكامن القوة في حل النزاع المفتعل إلى المغرب، حيث سطر على أهمية التعاون المغربي مع بعثة المينورسو، مستدلا على ذلك بقيام هذه الأخيرة، بأكثر من 6100 زيارة إلى مقرات القوات المسلحة الملكية ووحداتها الفرعية بكل سلاسة.
من جهة أخرى، شدد الباحث في العلاقات الدولية، على أن الحمولة القوية للتقرير مرتبطة بتفنيد ادعاءات جبهة ”البوليساريو” والبروباغندا التي تعمل داعمتها الجزائر على ترويجها، مع الدعوة للانخراط بحسن نية في المفاوضات السياسية.
وشرح قائلا ”التقرير تبرأ من بروباغندا جبهة البوليساريو بشأن تبادل إطلاق النار، أمام صعوبة الوقوف على هذه الادعاءات الواهية”.
وختم كلامه بالإشارة إلى أن أهمية ما تضمنه التقرير من ملاحظات حول النوايا المبيتة للكيان الوهمي والجزائر، في استمرار النزاع القائم بشأن الصحراء المغربية، ينتظر أن تنعكس على القرار المقبل لمجلس الأمن.