خلُص شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية المشاركين في المؤتمر الدولي الأول للسلام والأمن في الصحراء، المنعقد في لاس بالماس، يومي 22 و23 شتنبر الجاري، أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب يظل الحل الوحيد لإنهاء هذا النزاع المفتعل بشكل نهائي.
ودعا وجهاء القبائل الصحراوية في بيان ختامي، إلى “تعزيز الثقة في دور الأمم المتحدة، باعتبارها العنصر المركزي في حل قضية الصحراء المغربية. وبهذا المعنى، فإننا نعتبر أنه من الضروري خلق المزيد من المساحات للحوار بمشاركة قادة جدد، مثل شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، أو الحركة الصحراوية من أجل السلام، أو أي حركة سياسية أخرى، من أجل تكثيف الجهود لحل لهذا النزاع المفتعل”.
وفي نفس السياق، شدد شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية على ضرورة دعم عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، وحثه على بذل المزيد من الجهود من أجل المضي قدمًا بشكل بناء في حل هذه القضية.
ورحب وجهاء القبائل الصحراوية بالموقف الجديد لحكومة إسبانيا بشأن قضية الصحراء المغربية، مؤكدين أن خروج إسبانيا من “حيادها السلبي التقليدي” يعزز دورها كوسيط رئيسي في ديناميكية الاتحاد الأوروبي لحل النزاع.
وزاد البيان “نأمل ألا تستسلم حكومة إسبانيا لضغوط أولئك الذين يريدون إدامة هذا الوضع. ومن هذا المنطلق نطالب السياسيين والأحزاب السياسية المعارضة في إسبانيا بتبني موقف أكثر إيجابية وأقل أنانية في هذا الملف، وهو فوق تصفية الحسابات والحسابات الانتخابية لأنه ملف حساس”.
ودعا المصدر ذاته إلى “إبراز وتعزيز دور الأعيان والشيوخ الذين تم التشكيك في سلطتهم القبلية من قبل بعض الأطراف. ومنع الآثار السلبية التي قد يسببها استمرار هذا الوضع على المحور الأطلسي المتوسطي”.
وحيال ذلك، تم التأكيد على ضرورة وضع حد لهذا النزاع المفتعل في أسرع وقت ممكن، مما سيؤدي إلى تخفيف حدة التوتر وتحقيق الاستقرار بالمنطقة. والعمل على إرساء الاستقرار الذي سيكون مفيدًا أيضًا لجزر الكناري، خاصة من حيث التبادل الثقافي والاقتصادي.
ومما جاء في البيان: “في هذين اليومين، التقينا لنتحدث عن صحرائنا العزيزة، ليس عن الطريق الطويل والصعب الذي قطعناه حتى الآن، ولكن عن المستقبل المشرق الذي ينتظرنا والذي يعدنا بالرفاهية والازدهار. مستقبل للجميع ولكل الصحراويين”.
المستقبل الذي سيكون لنا إذا قبلنا رياح التغيير التي تهب من الصحراء. المستقبل الذي سيساعدنا في نهاية المطاف على التغلب على الأوقات المظلمة التي اتسمت بالمعاناة وخيبة الأمل التي حجبت أفقًا واضحًا.
وأردف: “اجتمعنا هنا، في كناريا الجميلة، بحضور شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية والسياسيين والأكاديميين المشهورين، وأولئك الذين يريدون أن يكونوا جزءًا من الحل ويرفضون أن يكونوا جزءًا من المشكلة”.
وأكدوا أنهم يواجهون “موجة من الأسباب التي تدفعهم إلى الإيمان بالتغيير”.
وقالوا: “في الواقع، لدينا الفرصة للمساهمة في هذا التغيير. لهذا، نعتبر أنه من الضروري والأساسي اعتماد وتشجيع الآليات الموجودة بالفعل لحل النزاع في أقرب وقت ممكن”.
وزاد البيان: “لنتذكر بطريقة خاصة جدًا.. انقسمت جميع العائلات لعقود بسبب عناد أقلية. لذلك من الضروري إيجاد حل يضمن لمّ الشمل والحياة الكريمة، والتقدم الاجتماعي للسكان الصحراويين”.
وأكد وجهاء القبائل الصحراوية “نعتقد أن مقترح الحكم الذاتي هو نقطة البداية نحو حل وسط ونحو حقبة جديدة توفر إمكانية الرخاء والسلام. هذه هي أسس التغيير الذي نسعى إليه اليوم، فنحن هنا لبدء هذا التغيير”.