أعلن رئيس كينيا الجديد وليام روتو، مباشرة بعد حفل تنصيبه، أن بلاده قررت دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل للنزاع الإقليمي المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، في انتكاسة جديدة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة.
ويرى المحلل السياسي المهتم بقضية الصحراء المغربية ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد عبد الفتاح سالم، في تصريحات خص بها مشاهد24، أن هذا القرار يؤكد التورط المباشر والمفضوح للجزائر في النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، على اعتبار أنها هي الطرف الرئيسي والمعني المباشر بالنزاع.
وأضاف أن هذا القرار يترجم أيضا احتراق ورقة “البوليساريو” ضمن لعبة الحرب بالوكالة التي يشنها النظام العسكري الجزائري ضد الوحدة الترابية للمملكة والمصالح المغربية.
الجزائر باتت تضطر للخروج بوجه مكشوف، يضيف المتحدث، ليس فقط للتصعيد ضد المغرب، بل أيضا للتصعيد ضد حلفاء الرباط وشركائه الاستراتيجيين، “سيما الذين يعبرون عن مواقفهم المؤيدة للمملكة بخصوص النزاع حول الصحراء، على سبل المثال إسبانبا، التي قلبت الموازين لصالح المغرب بشكل جدري”.
وأوضج محمد عبد الفتاح سالم أن تغير المقاربة الجزائرية تجاه النزاع وتجاه التعاطي مع شركاء المغرب وحلفائه “ناحم عن التغير في ميزان القوى الذي شهده النزاع لصالح حسمه من طرف المغرب، سيما منذ تلك العملية التاريخية التي نفذها المغرب في 13 نونبر 2021 بالكركرات”.
ولفت إلى وجود محاولات حتيثة من الجزائر للتأثير في مواقف العديد من الدول، “كان آخرها ما حدث من خروقات خلال قمة “تيكاد” بتونس، من تأثير في الموقف التونسي وإقحامها في التصعيد الجزائري ضد المغرب، عبر استقبالها لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، المدعو ابراهيم غالي”.
وتابع أن الدعاية الجزائرية حاولت أيضا الترويج لتغيير في موقف فرنسا قبيل الزيارة التي قام بها مانويل ماكرون إلى الجزائر مؤخرا، “لكن رغم كل التنازلات التي قدمها النظام العسكري لفرنسا، ورغم كل الصفقات التي عقدت مع باريس، يبدو أنها فشلت في تغيير الموقف الفرنسي التقليدي المؤيد للمغرب”.
وذكر باستقبال رئيس غينيا بيساو على عجل من قبل النظام الجزائري، مباشرة بعد تعبيره عن موقف مؤيد للمغرب أثناء قمة “تيكاد” بتونس، غير أنه “رغم ذلك لم تنجح الدبلوماسية الجزائرية في انتزاع موقف غيني ضد المغرب”.
تورط الجزائر في النزاع بشكل مفضوح، يضيف، تكرس مؤخرا من خلال المقاربة الأممية، التي تعتبر الجزائر طرفا معنيا ومباشرا، من خلال دعوتها للمشاركة في الموائد المستديرة، التي دعا إليها الأمين العام في تقريره الأخير وأقرها مجلس الأمن في أوكتوبر الماضي، كما تتكرر أيضا من خلال الزيارات التي يقوم بها المبعوث الأممي دي ميستورا لأطراف النزاع، والتي شملت الجارة الشرقية للمرة الثانية.
وأشار رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في حديثه، إلى أن الجزائر التي طالما روجت لأنها طرف محايد ومجرد طرف داعم للأطروحة الانفصالية، بدأ إعلامها الرسمي، مؤخرا، يصف قضية الصحراء على أنها امتداد للأمن القومي الجزائري.
وخلص المتحدث إلى أن تغير هذه المقاربة الجزائرية يرتبط أيضا بقرب حسم النزاع لصالح المغرب، “فبعد أن حسم المغرب الوضع ميدانيا، بدأ يحسم المعركة الدبلوماسية من خلال انتزاع اعترافات دول وازنة، مثل الويلايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسبانيا، بالإضافة إلى مسلسل افتتاح القنصليات في مدينتي العيون والداخلة، وقرار العديد من الدول سحب اعترافها بالكيان الوهمي”، مشددا على أن حالة الحسم هذه تدفع الجزائر لمحاولة التصدي لحلفاء المغرب وفي مقدمتهم إسبانيا.