عبرت جمهورية كينيا عن دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي كحل للنزاع الإقليمي المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمملكة، في خطوة تعكس تأييدا من جانب نيروبي للرباط، في سياق الحراك الدبلوماسي الذي تقوده الأخيرة لحسم ملف الصحراء المغربية.
واعتبر محمد الطيار، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، في تصريحات خص بها مشاهد24، أن موقف كينيا الجديد ينسجم مع التطورات التي عرفتها قضية الصحراء المغربية في السنوات الأخيرة، والتي “شهدت توالي المواقف المؤيدة لمغربية الصحراء على مستوى عالي جدا ومن طرف دول وازنة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول كألمانيا وإسبانيا، بالإضافة إلى موقف دول الخليج العربي والجامعة العربية”.
وتابع الخبير أن هذا المعطى يبرز كدلك وقوف الدول الإفريقية على زيف الوهم الذي خلقه النظام العسكري الجزائري لإقحام كيان وهمي لا وجود له على أرض الواقع في جسم منظمة الاتحاد الإفريقي.
وشدد الطيار على أن دعم كينيا للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، يؤكد على أن الدول الإفريقية تسعى بشكل واضح إلى التخلص من تواجد جبهة “البوليساريو” الانفصالية، بحكم أنها لاحظت أن هذا الكيان الوهمي قد “فوت على إفريقيا العديد من فرص التنمية وفرص الشراكات الدولية، التي ممكن أن تنعكس إيجابا على الشعوب الإفريقية”.
وذكر المتحدث بما حصل، مؤخرا، في تونس في قمة “تيكاد”، حيث ضاعت العديد من الفرص واللقاءات ذات طابع اقتصادي، بسبب إقحام “البوليساريو” في هذه الاجتماعات من طرف النظام العسكري الجزائري.
وأكد على أن دعم كينيا للمقترح المغربي للحكم الذاتي شكل ضربة موجعة وخطيرة جدا أصابت النظام العسكري الجزائري، خاصة أنها جاءت ساعات قليلة، بعد حضور المدعو ابراهيم غالي في حفل تننصيب الرئيس الكيني الجديد، “وما واكب ذلك من حملة إعلامية سواء من طرف آلة الإعلام الجزائرية أو غيرها، والتي حاولت أن تعطي لهذا الحضور أهمية كبير وجعله وكأنه يشكل ضربة موجعة للمغرب”.
وقد تبين بعد ذلك، يضيف الطيار، أن فرحة أعداء الوحدة الترابية للمملكة ليست إلا وهم، حيث سارع الرئيس الكيني، بعد تلقيه رسالة من الملك محمد السادس، إلى العدول عن الموقف السابق، الذي كانت تتبناه كينيا، وأكد على الروابط المتينة التي تجمع بلاده بالمغرب وعلى المشاريع الاقتصادية التي تنوي نيروبي الدخول فيها مع الرباط.
وخلص الخبير إلى أن تواجد “البوليساريو” ليس سوى مسألة وقت، إذ “سيتم طرده من منظمة الاتحاد الإفريق قريبا”.