لحقت جمهورية تشاد بركب الدول العديدة التي بات تساند سيادة المملكة المغربية على صحرائها ولوحدتها الترابية والوطنية، حيث أبلغت اليوم الأربعاء، عبر مذكرة شفوية، السلطات المغربية بقرارها فتح قنصلية عامة لها قريبا بالداخلة، بالصحراء المغربية.
هذا القرار، يحمل الكثير من الدلالات في وقت أعلن فيه الملك محمد السادس قبل أسابيع في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لـ”ثورة الملك والشعب”، أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، مشددا على أنه أيضا هو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات.
وفي هذا الصدد، قال محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسة، إن الدبلوماسية المغربية الحكيمة تترجم التزايد المطرد لفتح قنصليات دول وازنة بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأضاف زين الدين في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الخطوة التشادية تؤشر أيضاً على مصداقية مبادرة الحكم الذاتي والتحول النوعي الذي طرأ في قضية الصحراء بداية من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، يليها اعتبار إسبانيا المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وذات المصداقية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وبعدها اعتبار ألمانيا المقترح المغربي “قاعدة جيدة” لحل النزاع المفتعل.
وأردف المحلل السياسي قائلا: “هذا الثلاثي سرّع بشكل كبير جدا من وتيرة فتح القنصليات بكل من العيون والداخلة”، مبرزاً أن “التحول النوعي في الدبلوماسية المغربية وفعاليتها وديناميتها غير المسبوقة في مسلسل قضية الصحراء أعطى زخما كبيراً للقضية الوطنية”.
واعتبر زين الدين أن جمهورية تشاد لها وزن كبير في الساحة الإفريقية وإعلانها عن هذه الخطوة سيفتح الباب أمام باقي الدول الإفريقية لاتباع نفس الطريق.
هذا، وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في بلاغ لها، اليوم الأربعاء، أن قرار جمهورية تشاد يندرج في إطار العلاقات الأخوية بين الملك محمد السادس، ومحمد إدريس ديبي إيتنو، رئيس جمهورية تشاد.
وأضاف المصدر أن قرار هذا البلد الإفريقي الشقيق يؤكد ويعكس جودة العلاقات الثنائية، من خلال دعمه لسيادة المملكة على صحرائها ولوحدتها الترابية والوطنية.