مازال الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش يحظى بأصداء إيجابية ومتابعة مكثفة لمضامينه من الصحافة الدولية، ومن قبل شخصيات من مجالات مختلفة، كونه يمثل خارطة طريق لمغرب الغد وأرضية لتعزيز التماسك الأسري والاجتماعي، كما يتضمن موقفا نابع من الحكمة والشجاعة الأدبية وبعد النظر التي تؤطر الرؤية الملكية لموضوع العلاقة مع الجزائر.
وفي مقال جاء تحت عنوان “هل ستغير الجزائر من لهجتها مع المغرب؟” نشرته جريدة “القدس العربي”، تطرق الكاتب التونسي نزار بولجية، لدعوة الملك محمد السادس الجزائر من أجل التعاون ورأب الصدع وتجاوز خلافات الماضي.
وقال كاتب المقال: “لكن من صوروا بلد المليون ونصف المليون شهيد، على أنه دولة لا يمكنها إلا العيش في حرب، أو قطيعة أزلية مع محيطها الإقليمي… فضلوا كعادتهم أن يمتنعوا عن التعليق تاركين المهمة لجهات أخرى غير رسمية”.
وتابع موضحا أنه صار من شبه المؤكد وبعد مرور عام على قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، أنهم (التظام الجزائري) ليسوا مستعدين بعد ولا جاهزين لأن يلتقطوا أي رسائل قد يبعثها الطرف المقابل (المغرب) ويردوا عليها بأي إشارة إيجابية حتى لو كانت بسيطة أو محدودة.
وأضاف :”إن السبب الذي قطع الجزائريون لأجله علاقاتهم الدبلوماسية قبل نحو سنة من الآن مع المغرب لا يزال ملتبسا، فما الذي يعيبه هؤلاء على المغرب بالأساس؟”.
ونفى أن يكون استئناف المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع دولة إسرائل وراء قطع الجزائر علاقاتها مع الرباط، متسائلا “هل كانت العلاقات الجزائرية المغربية قبل إعادة تلك العلاقات في دجنبر 2020 قوية وصلبة ومثالية؟ أم أنها كانت منذ وقت طويل جدا تشكو العلل والعيوب والأسقام، وتنظر بين لحظة وأخرى أن تطلق عليها رصاصة الرحمة؟ “.