مازالت السلطات الجزائرية تلنزم رسميا الصمت تجاه الدعوة التي وجهها لها الملك محمد السادس، في خطاب العرش، لاستئناف العلاقات بين البلدين، حيث أعرب العاهل عن تطلعه إلى العمل مع الرئاسة الجزائرية “لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية والمصير المشترك”.
ولم يتطرق الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في لقائه مع الصحافة المحلية، أول أمس الاثنين، إلى خطاب الملك، كما لم يتناول الإعلام الجزائري الرسمي الموضوع.
ويرى الدبلوماسي الجزائري السابق، محمد العربي زيتوت، أن “اليد المدودة المغربية” أمر مزعج للنظام الجزائري، وتستقبل بشكل مختلف في الداخل”، مشيرا إلى “أنهم (الجزائر) يعتقدون دائما أن الأمر لا يتعدى كونه “خطابا دبلوماسيا”.
وشدد، في تصريحات صحافية، على أن خطاب “اليد الممدودة” مزعج للجزائر أمام الرأي العام الجزائري.
وتابع أن قضية “العدو الخارجي” مهمة للقادة في الجزائر” إذ أنهم يستلهمون من مقولة ميكيافلي للأمير الذي كان يوصي بأنه إذا لم يكن لك عدو، عليك بصناعته، وهم دائما يصنعون عدوا داخليا وخارجيا هذه المرة في الداخل العدو هو حركتي رشاد وماك وفي الخارج المغرب”، بحسب تعبيره.
ويرى الدبلوماسي الجزائري السابق أن العلاقات تدهورت بشكل كبير، مذكرا بأن “قائد الجيش الجزائري تحدث في 2016، عندما كان قائدا للناحية العسركية الثالتة المجاورة للجنوب المغربي، عن العدو المغربي وهذا لم يكن موجودا آنذاك، ولم يكونوا في الجزائر يتحدثون عن العدو المغربي بل كانت هناك شبه حرب باردة وكانت العلاقات الدبلوماسية قائمة”.
وكان الملك محمد السادس قد خصص الشق المتعلق بالسياسة الخارجية، في خطاب العرش، للعلاقات مع الجزائر، موضحا أن الجهات التي تقوم بهجمات ضد الجارة الشرقية تروم إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين.