بعد الفشل الدبلوماسي الذي منيت به كل محاولاته للتشويش على الوحدة الترابية للمغرب دوليا وقاريا، لم يتبقى للنظام العسكري الجزائري الغارق في الوحل، سوى اللجوء إلى المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة، واستعمالهم، دون أن يرف للعسكر جفن، ك”أدوات”، في محاولة للنيل من سمعة المملكة، وفي الوقت ذاته للضعط على إسبانيا، إثر تغيير موقفها بشأن قضية الصحراء المغربية.
ويرى محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن تورط الجزائر في دفع المهاجرين الأفارقة نحو المغرب، واقتحام سياج مدينة مليلية المحتلة، أمر واضح للغاية.
وتابع المتحدث، في تصريحات خص بها مشاهد24، أنه “ليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها الجزائر إلى هذا الأسلوب، لكن ربما هذه هي من أكثر المرات التي كان فيها هذا المشهد أكثر عنفا”، مشددا على أن من يتورط أكثر في هذا الموضوع هو النظام العسكري الجزائري، الذي “دفع بآلاف المهاجرين الأفارقة نحو المغرب في إطار تصعيد الخلاف مع المملكة”.
هذا أيضا يمكن اعتباره فصلا من فصول المناورات والأوراق، التي تلعبها الجزائر، يضيف الخبير لعروسي، وهي “بمثابة الضرب تحت الحزام، بهدف توريط المغرب ومحاولة تلطيخ سمعته الدولية، بالترويج إلى أن السلطات المغربية هي من تقوم باستخدام العنف ضد المهاجرين الأفارقة”.
وأبرز أن ما يمكن تسجيله في هذه الواقعة، هو أن “الجزائر تحاول تجييش هؤلاء المهاجرين، الذين كانوا مسلحين بالعصي وآلات حادة، وبالتالي فمسألة دفاع المغرب عن سياج مليلية المحتلة، هو أمر ضروري، على اعتبار أن المهاجرين كانوا فوق أراضي مغربية، وعلى اعتبار أيضا أن المغرب يجمعه اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا، سواء عبر مضيق جبل طارق أو عبر مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين”.
وشدد الخبير على أن المغرب كان في حالة دفاع عن النفس ودفاع عن الشرعية القانونية، وبالتالي، فمواقف الدول الغربية لم تتماهى مع التوجه والإدعاءات والمزاعم، التي روج لها عسكر الجزائر، حول هذه المأساة، لضرب مصالح المغرب.
الجزائر تحاول أيضا ضرب إسبانيا والتشويش على علاقتها مع المغرب، يضيف ذات المتحدث، غير أن “مدريد أكدت على أن من يتورط هم عصابات الاتجار في البشر، دون ذكر النظام الجزائري لتجنب الدخول في صراعات جديدة مع العسكر”.
وقال لعروسي إن دور الجزائر هو واضح للغاية، لكن هذه المناورة بطبيعة الحال باءت بالفشل، حيث أن حتى وسائل الإعلام الإسبانية “لم تحاول أن تصب المزيد من الزيت على النار وتتهم المغرب”.
وتابع أنه بات مكشوفا أن هذه ورقة من أوراق الجزائر الخاسرة، التي تلجأ عادة إليها في كل مرة تحاول توريط المغرب في قضية من قضايا حقوق الإنسان، حتى يثار هذا الموضوع على مستوى المنظمات الحقوقية الدولية، “لكن هذا المسعى لن ينجح عل اعتبار الشركاء في الاتحاد الأوروبي والدول الغربية مقتنعون كل الاقتناع بأن المغرب كان في حالة دفاع كما أنه متمسك بالشرعية القانونية، ولا يمكن مواجهة عنف المهاجرين بهذا الشكل وتجشييهم من قبل الجزائر إلا باستخدام أدوات للدفاع”.
وخلص موضحا أن الأدوات التي استعملها المغرب لصد هجوم المهاجرين “تستخدم أيضا في البلدان الغربية لحماية حدودها، وهذا أمر مرتبط طبعا بلاتفاقيات القانونية التي تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي”.