أكدت راضية الدباغ، الدكتورة والباحثة في القانون العام متخصصة في قضية الصحراء المغربية، أن تعليق الجزائر، لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، تحرك غير عقلاني، يكرس الموقف العدائي لحكام قصر المرادية، تجاه المغرب.
وأضافت الدباغ في حديث خصت به ”مشاهد24”، أن التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، المبرمة منذ 8 أكتوبر 2002، بسبب الموقف التاريخي لمدريد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، قرار برهن فيه النظام الجزائري، مرة أخرى للمنتظم الدولي، مدى تورطه العميق في ملف الصحراء وأنه وراء كل تأخير وتعقيد يطاله، مشيرة إلى أن حكام الجارة الشرقية، توارثوا سياسة عدائية ضد المغرب، حتى أصبحت عقيدة تلازم كل تحركاتهم وعلاقاتهم الإقليمية والدولية.
وضمن قراءتها التحليلية، أبرزت الدكتورة، أنه على امتداد الأشهر الماضية، عرفت قضية الصحراء المغربية، تحولات كبرى ساقتها نجاحات الدبلوماسية المغربية، إضافة إلى تحقيق جملة من المكاسب الجيوسياسية والجيوستراتيجية المهمة، كان أهمها الموقف الإسباني بخصوص اعتماد الحكم الذاتي، كحل سياسي وواقعي والأكثر ملائمة لحل النزاع الإقليمي المفتعل، إثر الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، مردفة ”وهي مسألة حقق معها المغرب تحولا كبيرا في ملف الصéحراء المغربية وأعطى مدا إيجابيا للعلاقات المغربية الإسبانية”.
وسجلت أن الموقف الإسباني من قضية الصحراء، ترجم بشكل واضح الطموح المشترك للدفع بهاته العلاقات والإرتقاء بها إلى المستوى الإستراتيجي، على أساس المنفعة المتبادلة والتشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك. كون المغرب حليف استراتيجي، استطاع في ظرف وجيز تقوية علاقاته الثنائية التي تربطه مع مجموعة من الدول الوازنة على مستوى تدبير الشأن الدولي والأزمات.
وسطرت على أنه بقدر ما ثمن المغرب، المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية، كانت الجزائر، أمام صدمة غير متوقعة، فعمدت إلى استدعاء سفيرها، ووصفت موقف مدريد، بالانقلاب المفاجئ، لافتة إلى أن ذلك كشف بجلاء أن البوليساريو وحليفتها، تقعان اليوم خارج مدار الأحداث، بعد فشل ذريع في إبقاء محور مدريد الرباط متأزما.
وبعدما عرجت على هاته المعطيات، شددت راضية الدباغ، على أن النظام الجزائري، يفقد للعلاقات الدولية معناها الحقيقي، ليضعها في خانة الإيديولوجيات الخاطئة التي تبناها، موضحة أن تعليق معاهدة بشكل أحادي، يمس القرار السيادي الإسباني، ويدفع دولا أخرى، إلى اتخاذ موقف حذر من التقلبات غير المضبوطة للسياسة الخارجية الجزائرية.
وختمت بأن الجزائر، لن تجني بقرارات مماثلة، سوى مزيد من العزلة الدولية والإقليمية، وفقدان المصداقية التي تتطلبها العلاقات الدولية، متوقعة أن تجعلها القرارات المنتظرة للأمم المتحدة بخصوص ملف الصحراء، نواة النزاع المفتعل منذ عقود.