أصبح النظام العسكري الجزائري يعيش حالة تيه، إثر تلقيه الصفعات والصدمات، وحصد الانتكاسات، في حربه القذرة ضد المغرب، في وقت تحقق المملكة سلسلة من النجاحات الدبلوماسية المتتالية، فيما يخص قضية وحدتها الترابية.
ويأتي فشل النظام العسكري الذريع في معاكسة مصالح المغرب، بالرغم من صرف الأموال الطائلة من عائدات البترول والغاز، وتوظيفها في سياسة الجنرالات العدائية للمملكة، في وقت يقف فيه المواطنون الجزائريون في طوابير لا نهاية لها، للحصول على المواد الغذائية الأساسية.
وقد كان لهذا الإخفاق ارتدادات على جنرالات قصر المرداية، الذين فقدوا بوصلتهم، فباتوا يبحثون عن أية قشة يتعلقون بها لتدبير مؤقت لأزمة مستفحلة في البلاد، فظنوا أنهم وجدوها في القيام بتغيير في دبلوماسيتهم المتجاوزة.
وفي هذا الإطار أجرى الرئيس عبد المجيد تبون، بإملاءات من العسكر، تغييرات واسعة في الإدارة المركزية لوزارة الخارجية، شملت عدة مناصب، بموجب مراسيم رئاسية، وتم تعيين عدد من المسؤولين الجدد.
وجدير بالذكر أنه بعد كل انتكاسة، يحرك النظام العسكري الجزائري ورقة جديدة، سرعان ما تتلاشى بين يده، ما يظهر أن الجنرالات يفتقدون لمشروع يخدم مصالح الشعب. ويواصلون استنزاف ثروات البلاد في نزاع مفتعل لا يعني المواطن الجزائري.