أغرق النظام الجزائري، نفسه في الوحل، باستغلال القضية الفلسطينية، في حربه الإعلامية ضد المملكة، حيث انقلبت كل المغالطات التي يروج لها ضده، وصارت حبلا يطوق عنقه على مرأى من الجميع بالمنطقة العربية.
النظام المثقل بالهزائم والكبوات، يسخر أبواقه دون كلل، لمهاجمة المغرب، عبر قضية شعب وأرض فلسطين. قضية مقدسة يدنسها بمخططات فاشلة.
في هذا السياق، سجل عبد الواحد أولاد مولود الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص بالشؤون الإفريقية، أن النظام الجزائري، يتاجر بالقضية الفلسطينية، لتحقيق هدف واحد، وهو النيل من المغرب.
وأضاف ضمن حديث لـ”مشاهد24”، أن ما يتم ترويجه عبر الأبواق الإعلامية للنظام الجزائري، بشأن هذه القضية، ”هرطقات” تظهر الكثير من التناقضات وتخفي ما هو أعظم.
وأوضح أن جنرالات قصر المرادية، يدركون كل الإدراك، أنهم لم يقدموا شيئا لفلسطين، منذ نشوب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في حين أسبغ عليها المغرب، كرمه بمبادرات متتالية على مدى عقود، وتمكن من الاضطلاع بدور محوري في تحقيق التوازن، عبر رئاسة لجنة القدس.
وأردف أنه مع التقصير في حق فلسطين، يستغل نظام العسكر، قضيتها لمهاجمة المملكة، وينصب نفسه كقاض عادل، فيما تثبت خطاباته المهترئة، أنه ليس سوى محام فاشل.
وأبرز أن الزوبعة التي يريد هذا النظام، إحداثها، لا توجد إلا بفنجانه، حيث يواصل المغرب، الترسيخ لدوره الفعال بالقضية، محاطا بتنويه المجتمع الدولي، وإشادة النخب الفلسطينية.
من جهة أخرى، لفت أولاد مولود، إلى كون الدعاية الجزائرية حول القضية الفلسطينية، شجرة تخفي غابة ما يجري تحت الطاولة، بشأن سعي لإقامة علاقات مع إسرائيل، تخوفا من التقارب بين تل أبيب والرباط.
وتابع قائلا ”الجزائر، متوجسة من عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، وتتحرك خلف الستار، حيث هناك محادثات سرية بين مسؤولين جزائريين وإسرائيليين، لا يريد النظام الإفصاح عنها”.
وتطرق المتخصص في الشؤون الإفريقية، إلى كون العسكر، لا يصدقون أن يجدوا ملفا للتغطية على مشاكلهم الداخلية، حتى يتأبطونه، مشيرا إلى تواصل احتقان الأوضاع، وفشل السلطة في امتصاص غضب الشارع الجزائري.
وختم قوله بالتأكيد، على أن المغرب، قادر على إحراز مزيد من التقدم في إعادة التوازن للقضية الفلسطينية، فيما لن تحرك الجزائر، ساكنا، مضيفا ”نظامها الحاكم يسعى نحو مصلحته، وحين لا يبلغها يصبح كالحية التي تبحث عن مخرج لتفريغ سمها، لا أكثر”.