يستغل النظام الجزائري، كل الملفات والقضايا، إقليمية كانت أو دولية، لنفث سمومه ضد المملكة، مستعينا بأساليب الضعفاء، التي ليست سوى الكذب والافتراء.
هذه المرة، بعيدا عن ملف الصحراء المغربية، الذي راكموا فيه الهزائم والصدمات، صوب عسكر الجزائر، مدفعيتهم ضد المغرب، عبر ملف لا يختلف اثنان، أن بلادنا، تضطلع فيه بقيادة الملك محمد السادس، بدور مهم ومحوري.
”العسكر الجزائري”، حرك أبواقه الإعلامية من جديد، لمعاكسة المغرب، عبر الركوب على القضية الفلسطينية. أطلق العنان لسمومه ويمضي في ترويج معطيات مغلوطة، متناسيا أنه آخر من يمكنه الدفاع عن فلسطين والفلسطينين، بعدما غط في سبات طيلة عقود، حالما بأجنداته ومخططاته البعيدة كل البعد عن هموم المنطقة العربية.
في هذا السياق، قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، إن النظام الجزائري، يعمد إلى تسييس دنيء للقضية الفلسطينية، من خلال إدراجها في حملته البغيضة ضد المغرب، وإخضاعها لمزايدات سياسية، في تهجمات مقيتة على مؤسساته.
وأضاف في حديث لـ”مشاهد24”، أنه أمام مناصرة المغرب، الدولة الأمة، للقضية الفلسطينية، في إطار موقف مبدئي ولا مشروط، يعتبر تجسيدا للموقف الفلسطيني الذي يؤكد أن التسوية، يجب أن تنبني على الشرعية الدولية وتحقيق استقلال دولة فلسطين، تلجأ ”رؤوس الحربة” بالجزائر، إلى أساليب نابعة من عقيدة العداء الثابتة للمملكة.
ولفت إلى ما ذهب إليه الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، حيث عرقل اعتماد بيان صادر عن المجموعة العربية في نيويورك، يتعلق بالاعتداء الإسرائيلي الأخير، على الأماكن المقدسة بالقدس، لسبب واحد ووحيد، كونه يشير إلى لجنة القدس وإلى عمل رئيسها الملك محمد السادس.
وتابع قائلا ”هذا تصرف أخرق يعكس درجة التيه والهذيان والكذب والبهتان، التي يتصف بها مسؤولو الجزائر”.
وسطر أستاذ العلوم السياسية، على أن التنويه الدولي، بريادة العاهل المغربي، كرئيس للجنة القدس، والإشادة بالجهود الحثيثة التي يبذلها لدعم القضية الفلسطينية، يذكيان نار الحقد ضد المغرب، في نفوس الجنرالات.
واستحضر هنا، إشادة اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني التابعة لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية، بموقف الملك، رئيس لجنة القدس، الثابت والداعم لفلسطين وقضيتها، وإشادة منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك، وكذا تثمين سفير دولة فلسطين بالرباط، لموقف المغرب، إزاء الاعتداءات الأخيرة بالمسجد الأقصى.
وضمن نفس التصريح، أبرز بنطلحة، أن الركوب على القضية الفلسطينية، خطوة يريد بها النظام الجزائري، من جهة، الرد على التقارب المغربي الإسرائيلي، الذي يقود ”بروباغندا” ضخمة ضده، رغم سعيه إليه، ومن جهة أخرى، استقطاب السلطة الفلسطينية وتأليبها ضد المغرب.
وأورد أن العسكر، يعملون على إسالة لعاب السلطة الفلسطينية، برشاوى تتجاوز مئات ملايين الدولارات، مشددا على أن الجزائر، عرفت بإغراء العديد من الأنظمة السياسية لمعاداة المغرب، خاتما قوله ”لكن دبلوماسية الرشاوى محكوم عليها بالفشل، ولا تلبث الحقيقة أن تنكشف ويظهر الوجه الحقيقي لحكام الجزائر ولدبلوماسيتهم الحربائية”.