عكس التيار، وضد المصالح العليا للوطن، اختارت أسماء تدعي النضال في الحقل الحقوقي بالبلاد الخروج في وقفات لـ”التنديد” باستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، تخليدا “ليوم الأرض الفلسطيني”.
هذه الأسماء المثيرة للجدل هي في الحقيقة لا تنتمي لخانة النضال، وإنما همّها الوحيد هو الإضرار بصورة المغرب بشتى السبل، مستعينة في ذلك بأبواق الإعلام الجزائري والذي تناسى مشاكله الداخلية والخيبات المتلاحقة، وبات يغطي قصاصات خبرية تتحدث عن هذه “الوقفات”.
الغرض من هذا الاهتمام الإعلامي الجزائري الكبير هو “نفخ” هذه “الوقفات” المعلن عنها، ومحاولة إظهار رفض شعبي لقرار استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، ومحاولة تقزيم دور المغرب المحوري في مساعدة الشعب الفلسطيني، غير أن إعلام دولة العسكر ومعها “عملاءها” في المغرب يدركون في قرار أنفسهم أن الشعب المغربي وراء الملك محمد السادس في القرارات السياسية الكبرى والاستراتيجية والتي ستعود بالنفع على كافة أفراد المجتمع من دون شك.
عندما ذكرنا عبارة “عملاء”؛ فهذا الأمر ليس مبالغة أو ما شابه وإنما الأمر حقيقة، فالوجوه التي تقود مثل هذه “الوقفات” العنترية معروف وزنها وكذا خلفياتها، وفي مقدمتهم أحمد ويحمان، رئيس ما يسمى بـ”المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، والذي تحول إلى ضيف مفضل لوسائل إعلام جزائرية مقربة من النظام العسكري، بالإضافة أعضاء جماعة “العدل والإحسان” المحظورة.
وعادة ما يمرر ويحمان مغالطات شنيعة عبر هذه الأبواق، وبالتالي عندما نرى الوكالة الرسمية في الجزائر تتابع هكذا أخبار ندرك جيداً أن الأمر ليساً بريئاً وإنما هناك سعي واضح لمهاجمة المغرب.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، رأى أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري محمد زين الدين، أن الخطاب الذي يروجه المدعو أحمد ويحمان وكذا أعضاء ما يسمى بـ”الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” بات متجاوزا ويخالف مصالح وسياسة الدولة.
وأضاف زين الدين في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الدولة تريد الحفاظ على مصالحها العليا ورأت أن التكتل مع إسرائيل أصبح ضرورة في عالم يمر بالكثير من الأزمات، مشيراً إلى أن دولا عربية قوية إقليميا ذهبت في نفس الاتجاه.
واستطرد المحلل السياسي أن المغرب لم ولن يتخلى عن القضية الفلسطينية؛ والدليل على ذلك أنه مازال يصر على ضرورة حل الدولتين والعودة إلى حدود 1967، وهي نفس مطالب الفلسطينيين، لافتاً أن إعادة استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية لم يضر الفلسطينيين في شيء بل هو بداية الطريق لإيجاد حل سلمي سياسي يخدم مصلحتهم.
ورأى أن الإعلام المعادي للمغرب يسعى دائماً إلى ترويج الأكاذيب مستغلا في ذلك أوراق محروقة، في المقابل شدد على أن الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس يقدم دعما مباشراً للقضية الفلسطينية وهناك إشادة كبيرة بهذا الدور.