تسير العلاقات المغربية الإسبانية نحو مرحلة جديدة عنوانها البارز “الثقة المتبادلة والاحترام”.
وعبّر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، عن رغبة بلاده في تدشين مرحلة جديدة، كما تعهدت حكومته بضمان “سيادة المغرب ووحدته الترابية”.
مضامين رسالة سانشيز والتي نشرها الديوان الملكي المغربي جاءت حبلى بالدلالات والمعاني السياسية كما تضمنت إشارات واضحة لخصوم الوحدة الترابية مفادها أن المغرب حليف استراتيجي ويتمتع بالمصداقية.
في عمق الرسالة؛ هناك انتصار دبلوماسي مغربي لا يمكن انكاره، فالمملكة تمسكت بموقفها الرزين عندما تفجرت قضية دخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إلى الجارة الشمالية بهوية مزيفة، كما تبنت خطابا حازما أرغم إسبانيا على إدراك مكانة المغرب إقليميا والأدوار التي يؤديها لأمن المنطقة، وبالتالي كان لازما على حكومة بيدرو سانشيز عاجلا أم آجلا أن تخرج من المنطقة الرمادية وتكشف موقفها من قضية الصحراء والمقترح الذي يقدمه المغرب.
ولهذا جاءت رسالة رئيس الحكومة الإسباني لتؤكد بشكل لافت موقف حكومة بلاده إزاء قضية الصحراء المغربية، إذ اعتبرت المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بهذه القضية.
الاعتراف الاسباني الرسمي بوجاهة المبادرة المغربية تعد نقطة مفصلية في تاريخ مواقف الحكومات الاسبانية من نزاع الصحراء ما قد يؤدي إلى تحول مواقف دول الاتحاد الأوروبي من قضية الصحراء والمقترح الذي يقدمه المغرب لإنهاء النزاع المفتعل.
والأكيد أن إسبانيا تريد بناء خريطة طريق جديدة وطموحة بعد أن استشعرت خطورة ابتعادها عن حليف استراتيجي بسبب فقاعة اسمها “إبراهيم غالي”.
ويبدو أن ما عاشته الجزائر من عزلة في محيطها الإقليمي بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء في دجنبر 2020 سيتضاعف خلال المرحلة القادمة بعد الموقف الإسباني الشجاع.