دخلت العلاقات المغربية الإسبانية، مرحلة جديدة، بإعلان حكومة مدريد، عن مواقف إيجابية بشأن قضية الصحراء المغربية، والتزامات بخصوص مستقبل العمل المشترك.
وحملت الرسالة التي كشف بلاغ للديوان الملكي، اليوم الجمعة، أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بعثها إلى الملك محمد السادس، مضامين قوية حول المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وأسس بناء علاقة جديدة بين البلدين.
أحمد صلحي الباحث في العلاقات الدولية، توقف ضمن حديث مع ”مشاهد24”، عند أبرز مضامين الرسالة، مسلطا الضوء على سياقها ودورها في تصحيح العلاقات بين الرباط ومدريد.
وأبرز صلحي، أن رسالة سانشيز، جاءت بعد محاولات عديدة من طرف إسبانيا، لتجاوز إرث الخلاف الذي تفجر إثر واقعة ”ابن بطوش”، مضيفا أنها رسالة رسمية تحمل توقيع الحكومة، بعد دعوة الملك الإسباني فيليب السادس، إلى بناء علاقات أكثر متانة بين البلدين، ضمن خطاب استقبال السفراء الأجانب.
وتابع قائلا ”هي رسالة مهمة، كشفت بوضوح موقف الحكومة الإسبانية، تجاه المغرب، بعدما كانت البداية بمقاربة ملكية”.
ومن حيث تبتدئ الرسالة، إذ يعترف رئيس الحكومة الإسبانية، بـ”أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”، و”تعتبر إسبانيا مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، سنة 2007، بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”، سجل الباحث، أن إسبانيا، تنتصر كدولة للواقعية السياسية، مثلما انتصرت لها ألمانيا من قبل، من خلال الإقرار بأن التسوية النهائية لملف الصحراء المغربية، ينبغي أن تمر عبر مسار الأمم المتحدة، وفق مخطط الحكم الذاتي.
وأردف أن الإشادة بجدية وواقعية ومصداقية المخطط، تكشف اقتناع مدريد، بأهمية الحل الذي تتقدم به بلادنا، لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل.
وتأكيد الرسالة على أن البلدين، تجمعهما بشكل وثيق، أواصر المحبة والتاريخ والجغرافيا والمصالح والصداقة المشتركة، وأن ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح، وأن الشعبين، يجمعهما نفس المصير أيضا، اعتبره المتحدث، جوابا صريحا على كون إسبانيا، مدركة لأخطائها ضمن فضيحة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، وتتوق لاستعادة ثقة المغرب.
ولفت إلى أن المغرب، ربط طي صفحة التوتر مع إسبانيا، بعنصر استعادة الثقة، موضحا أن صناع القرار بالبلد الجار، فطنوا لأهمية ذلك وعبروا عنه بصراحة في هذه الوثيقة، بالقول ”هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه”.
من جهة أخرى، تطرق صلحي، إلى مخاطبة الحكومة الإسبانية، للمغرب، ”كصديق كبير وحليف”، موضحا أن ذلك نابع من وعي بالدور المغربي الهام، في التصدي لتحديات كبيرة بمنطقة المتوسط وشمال إفريقيا، أبرزها الهجرة واستتباب الأمن.
وختم كلامه بالقول، إن رسالة بيدرو سانشيز، ستعيد رسم معالم العلاقات بين البلدين، بعدما فرشت بساط استعادة الثقة الذي تشبث به المغرب، لتجاوز أخطاء الماضي القريب.