قال محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن عدم مشاركة المغرب في التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية هو قرار سليم ومتوازن، ينم عن حكمة وتبصّر.
وأضاف زين الدين في تصريح لـ”مشاهد24″، أن المغرب من خلال قراره هذا يريد أن يعبر عن نوع من الحياد الإيجابي، واحترام مقتضيات القانون الدولي لحل النزاعات بطريقة سلمية.
ورأى أستاذ العلوم السياسية، أن الدبلوماسية المغربية تتمتع برؤية استشرافية لما يمكن أن تسفر عنه الأحداث الجارية بالأراضي الأوكرانية، ولا تريد (الدبلوماسية المغربية) مناصرة طرف على آخر، مبيناً أن القرار له مجموعة من الدلالات من بينها حرص المملكة على مصالحها الجيواستراتيجية.
وزاد المتحدث موضحاً: “المغرب له مصالحه الخاصة ولا يريد أن يبعثر أوراقه”، مشيراً إلى أن مصلحة المغرب مع حليفه الاستراتيجي التقليدي الولايات المتحدة الأمريكية ومعه الغرب، وفي نفس الوقت علاقته مع روسيا جيدة، ولهذا المغرب يميل إلى حل النزاع بطريقة سلمية كي لا يخسر أي طرف.
واستطرد زين الدين قائلا: “الوضعية محفوفة بالمخاطر ولا يمكن التكهن بالمستقبل وحجم التداعيات السياسية والاقتصادية، ولهذا من الخطر التموقع في اتجاه معين”.
وأشار أستاذ القانون الدستوري إلى أن المملكة المغربية قررت، استجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، تقديم مساهمة مالية للجهود الإنسانية للأمم المتحدة والبلدان المجاورة، معتبراً أن هذه الخطوة الانسانية تعكس قلق المغرب إزاء ما يجري من أحداث في الأراضي الأوكرانية.
وكان المغرب قد أكد في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الأربعاء، أنه يتابع بقلق تطور الوضع بين روسيا وأوكرانيا، ويجدد دعمه للوحدة الترابية والوحدة الوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ويتشبث بمبدأ عدم استخدام القوة لتسوية الخلافات بين الدول، ويشجع جميع المبادرات والإجراءات الرامية إلى تعزيز التسوية السلمية للنزاعات.
وأوضح بلاغ للوزارة حينها، أن عدم مشاركة المغرب “لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بخصوص موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا، كما جدد التأكيد على ذلك بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بتاريخ 26 فبراير 2022”.
وأكد المصدر ذاته، أن المملكة المغربية تواصل متابعة، بقلق وانشغال، تطور الوضع بين أوكرانيا وفدرالية روسيا، مشيرا إلى أن المغرب أعرب عن أسفه إزاء التصعيد العسكري الذي خلف، مع الأسف، إلى حدود اليوم، مئات القتلى وآلاف الجرحى، والذي تسبب في معاناة إنسانية للجانبين، بالإضافة إلى أن هذا الوضع ينعكس على مجموع السكان ودول المنطقة وغيرها.