وضع ملك إسبانيا فيليب السادس، مستقبل العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية، في مقام عال ضمن خطاب ألقاه بمناسبة استقبال السفراء الأجانب، بالقصر الملكي في مدريد.
وأكد العاهل الإسباني، على أهمية بناء علاقات أكثر متانة بين البلدين الجارين، داعيا إلى المضي قدما في مسار إيجاد حلول للمشاكل التي تهمهما.
أحمد صلحي الباحث في العلاقات الدولية، توقف عند أهمية هذه الدعوة الملكية، وقدم في حديث لـ”مشاهد24”، قراءة تحليلة حول دلالاتها وثمارها على المدى القريب والمتوسط.
وأول ما ركز عليه صلحي، هو كون العلاقات المغربية الإسبانية، أمام دعوة صريحة من صانع القرار الإسباني، بفتح صفحة جديدة، عنوانها بناء كل تعاون وشراكة على أساس الثقة المتبادلة.
وأضاف أن ما جاء في خطاب العاهل الإسباني، دعوة من أعلى سلطة بالبلد الأوروبي، وليس مجرد إشارة أو تلميح، مردفا ”وذلك يكتسي أهمية كبيرة، حيث يتبين أن هناك إلحاحا من طرف أعلى سلطة لتكون العلاقات في مستوى أفضل”.
وسجل أيضا أن هاته الدعوة، تجسد قوة العلاقة القائمة بين المؤسستين الملكيتين المغربية والإسبانية، وتضيف لبنة صلبة في بنيانها.
ومن زاوية أخرى، أبرز الباحث، أن دخول الملك فيليب السادس، على خط رأب الصدع بين الرباط ومدريد، جاء بعد ما يمكن اعتباره فشل القنوات الديبلوماسية الإسبانية، في إنهاء أزمة تفجرت بسبب فضيحة ”ابن بطوش” التي مست قضية المغرب الأولى، وهي الوحدة الترابية.
واعتبر أن الوضع الداخلي بإسبانيا، وتحديدا الصراع القائم بين التيارات السياسية، ساهم في تعثر تحقيق حكومة بيدرو سانشيز، لتقدم في ملف الأزمة مع المملكة.
ولفت إلى أن المغرب، تعاطى مع الأزمة، بحنكة جعلت الجانب الإسباني، يعيد ترتيب حساباته ويهرع إلى تصحيح غلطته، موقنا أنه لا يستطيع الاستغناء عن شراكة يستفيد منها الكثير، وتعاون في ملفات حساسة تشغل العالم، على رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وتابع قائلا ”المغرب لم يركز على تقديم إسبانيا لاعتذار، وإنما تحدث في كل البلاغات الرسمية عن إعادة بناء الثقة في إطار علاقة متكافئة، وهذا أمر مهم”.
وتوقع صلحي، حدوث انفراج في علاقات المغرب وإسبانيا، خلال المدى القريب، مسجلا أن عودة السفيرة المغربية إلى مدريد، ستعقبها تطورات إيجابية لصالح البلدين.
ومن موقعه كمتخصص في الشؤون الإفريقية، وتحديدا منطقة غرب إفريقيا، قال المتحدث ذاته، إن عاملا مهما ينضاف لعوامل تمسك إسبانيا، بتحسين علاقتها مع المملكة، وهو كون هذه الأخيرة، بوابة أوروبا إلى القارة السمراء.
وختم كلامه بالتأكيد على أن الأزمة التي بذل خصوم بلادنا، الغالي والنفيس لاستمرارها، ماضية في التلاشي.