بات معروفا أن النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، يحاول دائما تعليق شماعة المشاكل التي تعاني منها البلاد على المغرب، وجعل من ذلك الخط الثابت للسياسة الخارجية الجزائرية التي يحاول من خلاله تصريف أزماته.
فقبل حلول موعد انعقاد القمة العربية، المزمع تنظيمها في الجزائر، خلال شهر مارس المقبل، شرع النظام العسكري الجزائري في الترويج لترهاته المعهودة، والتي أصبحت محط سخرية لدى الرأي العام الدولي، حيث اتهم، عبر أبواقه الرسمية المأجورة، المغرب بـ”التشويش لإفساد القمة العربية المقبلة”.
وقالت هذه الأبواق إن “الجزائر تتوجس من قيام بعض الأطراف المغرضة بمحاولة التعرض لنجاح القمة العربية المقبلة مدفوعة بنزعة عدوانية، وذلك من خلال التشويش الذي باشرته هذه الأطراف قبل نحو أربعة أشهر من موعد القمة”.
وادعت أن المراسلة، التي وجههتها الجامعة العربية للدول العربية، باعتماد خارطة تؤكد مغربية الصحراء “زائفة”.
وتابعت ترهاتها، قائلة إن “انخراط القاهرة والرياض في هذا المسعى سيجر المعسكر الخليجي، الذي يراهن عليه المغرب في مساعيه لإفشال قمة الربيع المقبل”، على حد تعبيرها.
وكانت مصادر عليمة أفادت بأن النظام العسكري يسعى للحصول على دعم مصري واضح من أجل “المساعدة على توسيع دائرة المشاركين في القمة”، خاصة من دول الخليج العربي التي سيكون حضور زعمائها وقادتها محددا لنجاح القمة.
ويرى مراقبون أن النظام العسكري الجزائري يتخوف من أن يكون حضور دول الخليج العربي من الدرجة الثانية، ما يعطي مشروعية لتقارير تتحدث عن عزلة الجزائر وضعف دبلوماسيتها بعد أن فقدت تأثيرها في دعم موقفها من قضية الصحراء التي حقق فيها المغرب مكاسب كثيرة في أوروبا والولايات والمتحدة وفي أفريقيا، بما في ذلك داخل دائرة حلفاء الجزائر التقليديين.