قال محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن الرسالة التي توصل بها الملك محمد السادس من رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، أمس الأربعاء، تحمل بين طياتها الكثير من الدلالات السياسية، مبيناً أن أعلى سلطة في ألمانيا تسعى اليوم إلى بناء صفحة جديدة مع المملكة.
وأضاف زين الدين في تصريح لـ”مشاهد24″، أنه منذ انتهاء حقبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعثت برلين إشارات إيجابية إلى الرباط لتجاوز الفتور الحاد الذي طبع العلاقات الثنائية منذ شهر مارس الماضي، مشيراً إلى أن المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس ومنذ تعيينه دعا الدبلوماسية المغربية إلى بناء علاقات أكثر قوة.
واعتبر المحلل السياسي أن ما جاء في نص برقية شتاينماير يؤكد بالملموس أن الموقف الألماني الرسمي تجاه القضايا العادلة للمغرب خصوصاً ما يتعلق بالوحدة الترابية لبلادنا قد تغير بشكل إيجابي.
واستطرد أستاذ العلوم السياسية أن هذه الرسالة تُترجم حسن النوايا لدى الألمان، مشدداً على أن اعتراف الرئيس الألماني بمصداقية مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، واعتبارها كـ”أساس جيد” لتسوية قضية الصحراء المغربية يعد مكسبا كبيرا، علما أن ألمانيا لها مكانة هامة وسط دول الاتحاد الأوروبي وهو ما قد يخدم مصلحة القضية الوطنية.
وأردف قائلا: “نحن أمام إدارة ألمانية جديدة بمنطق آخر وبمنظور سياسي واقعي وبراغماتي”، لافتاً أن ألمانيا تدرك جيداً قوة المغرب ومكانته إقليميا ودوليا.
واعتبر أن المغرب يتمتع أيضا باستراتيجية هامة في محاربة التطرف والإرهاب وقد أبان عن علو كعبه في هذا المجال.
وفي غضون ذلك، أكد زين الدين أن ما هو أساسي في هذه المرحلة هو “الفعل” وليس القول فقط، متوقعاً أن تتجه العلاقات الثنائية بين المغرب وألمانيا إلى مستوى جد إيجابي في قادم الأيام.
وفي تحليله للأسباب التي ساهمت في تحول الموقف الألماني، أكد المتحدث، أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، فالمملكة أضحت رقما صعبا في شتى المجالات، ونوّعت من شركائها، بل والأكثر من ذلك فالمغرب يلعب أدوراً استراتيجية لا يمكن إنكارها ولعل الملف الليبي خير دليل على ذلك، وهو ما أشار إليه الرئيس الألماني في رسالته.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أنه منذ اندلاع الأزمة المغربية الألمانية ظلت الرباط متمسكة بموقفها وهو ما يبين أن الدبلوماسية المغربية ناضجة ولا تتحدث من فارغ. مبيناً أن المغرب دائما ما كان يعتبر ألمانيا من الشركاء الهامين في الاتحاد الأوروبي ولكن ليس على حساب مصالح المملكة.
يذكر أن الرئيس الألماني شتاينماير وجّه في رسالته دعوة إلى الملك محمد السادس للقيام بـ “زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”.