قال أمين صوصي علوي، المحلل السياسي والخبير في مجال الإعلام وصناعة الرأي العام، إن دبلوماسية “الشيكات” التي تتبعها الجزائر لمحاولة استمالة بعض الدول في الفضاء المغاربي أو خارجه قصد معاداة مصالح المغرب لن تجدي نفعاً.
وأوضح علوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن مشكلة النظام الجزائري تكمن في أنه لم يتخلص من عقلية الحرب الباردة والتي كانت مبنية على الاصطفاف الأيديولوجي، كما أنه ظل وفيا لسياسة المال والتي كانت تضمن له الولاءات وسط الدول الإفريقية.
وزاد قائلا: “اليوم نرى هذا النظام المفلس وهو يحاول إرشاء بعض الدول بواسطة القروض لجعلها تنصاع لتوجهاته المعادية للمغرب”، مبيناً أن الجزائر تعاني من أزمة اقتصادية خانقة تنذر بالأسوأ وكان من الأجدر توظيف تلك الأموال لإنقاذ اقتصادها.
ورأى الخبير المختص في مجال صناعة الرأي العام أن الجزائر لا تعلن عن نواياها الحقيقية من وراء “دبلوماسية الشيكات”، ولكن نواياها مبطنة وفي الحقيقة هي مقامرة بأموال الشعب الجزائري، لافتاً أن هذه الأموال قد تكون مشروطة ببعض الأمور غير المعلنة.
وكانت الجزائر أعلنت قبل أسابيع قليلة منح قرض لتونس قدره 300 مليون دولار، كما أعلنت أمس الثلاثاء توقيع مذكرة تفاهم تقضي بتشييد طريق يربط مدينتي تندوف وأزويرات بموريتانيا بطول 800 كيلومتر بتكلفة تصل مليار دولار.
وحيال ذلك، يعتقد علوي أن تونس لن تصطف مع الجزائر لمعاداة المغرب ووحدته الترابية، مؤكداً أن الرئيس التونسي قيس سعيد لن يقدم هدية لمعارضيه في بلاده كي لا يعصف بحكمه، مبيناً أن تونس قد تعتمد لغة الخشب كي لا تصطدم مع الجزائر ولكن في نهاية المطاف لن تقدم موقفا صريحا.
واستطرد المتحدث “هذه الدول وغيرها لن تنصاع بالشكل الذي تتمناه القيادة الجزائرية”، معتبراً أن موقف الجزائر عدائي ومرضي يخصها لوحدها، أما دول العالم فهي مع الحل المغربي وحتى الأمم المتحدة تقر بذلك وتعترف بالجهود المغربية وهو ما أكدته في القرار الأممي الأخير.
وشدد بالقول: “الجزائر مازالت تعيش الاصطفاف بمفهوم الإغراء المالي ومحاولتها يائسة تدل على أن قيادات الجزائر لا تقرأ التحول الكبير في المحيط الدولي والإقليمي على جل الأصعدة، في المقابل؛ اليوم يسود مفهوم جديد قائم على المصالح المتبادلة”، مشدداً على أن الأطروحة المغربية “متناسقة مع القانون الدولي وواقعية”.