أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة رسمية إلى تونس، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وهي أول زيارة خارجية لتبون منذ أن وضعه الجنرالات في قصر “المرداية”، في ظل أزمة سياسية واقتصادية تشهدها جارتها الشرقية.
وطرحت برمجة هذه الزيارة في الوقت الراهن أسئلة عديدة عن خلفياتها وأهدافها، خاصة أنه سبقها منح الجزائر لتونس قرضا بقيمة 300 مليون دولار لدعم ميزانية الدولة.
وعلق مراقبون على هذه الزيارة، موضحين أنه على مستوى المحيط الإقليمي، فالجزائر في حاجة لتونس في ظل علاقتها المتوترة مع المغرب، إضافة إلى المخاوف الأمنية على حدودها الجنوبية مع مالي في ظل استعداد فرنسا لإنهاء مهمتها العسكرية هناك.
وشدد العديد منهم على أن الجزائر تحاول استغلال الأزمة السياسية والدبلوماسية التي يعيشها قيس سعيد بعد رفض المجتمع الدولي لقرارات 25 يوليوز وتقدم الدعم السياسي والمالي له لكسب نفوذ في تونس، لتوجيه رسالة إلى المغرب، فحواها أن “تونس أقرب للجزائر منها للمغرب، وأن البلدين يتفقان في كثير من القضايا الإقليمية، مثل عودة سوريا للجامعة العربية والأزمة في ليبيا”.
وقد أصبح معتادا أن أي تحرك يقوم به النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، يكون هدفه هو محاولات يائسة وبئيسة لضرب مصالح المغرب، الذي يشكل له عقدة بالنجاحات التي يحققها على العديد من المستويات.