أزاح وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، كل غبار نثره خصوم الوحدة الترابية للمملكة، على قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، في أول لقاء رسمي يجمعه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة.
ولأن مكان وزمان اللقاء، يكتسيان أهمية بالغة، فإن الرسائل التي جاءت على لسان بلينكن، خلاله قوية وعميقة، وتحصن مكسب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، بمغربية الصحراء.
عبد الواحد أولاد مولود الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص بالشؤون الإفريقية، قدم في حديث لـ”مشاهد24”، قراءة خاصة حول لقاء واشنطن، وتطرق إلى أهمية تأكيد المسؤول الأمريكي، على جدية وواقعية مقترح الحكم الذاتي، في حل النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.
وقال أولاد مولود، إن تجديد أنطوني بلينكن، دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي، كحل وحيد لحل النزاع المفتعل، يؤكد تشبث الولايات المتحدة الأمريكية، بموقف ثابت من ملف الصحراء، وهو الذي عبرت عنه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بصراحة ودون تردد.
وأضاف أن بلينكن، يبدد بهذا التصريح، كل الشكوك التي كانت تحوم حول تراجع إدارة الرئيس الجديد جو بايدن، عن القرار التاريخي، بل ويحيطه بدرع متين، ضد كل ما قد تحيكه لوبيات جزائرية، من مخططات داخل مؤسسات أمريكية.
وأوضح في هذا السياق، أن القرارات الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، لا تعني إدارة دون غيرها، وإنما تعني الدولة ذات السيادة، لأجل ذلك تتخذ بتأن وبشكل مدروس.
وسجل أن النظرة الأمريكية الحالية لملف الصحراء، تعد أهم المكاسب المغربية فيما يتعلق بالوحدة الترابية، ما يجعل بلادنا، مدعوة لاستثمارها وتدعيمها بعمل على مستوى الدبلوماسية الموازية، وكذا انخراط فعال للجالية.
من جهة أخرى، اعتبر الباحث، أن تصريح بلينكن، بكون جهود بلاده، مركزة بشدة على دعم مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، بمثابة رسالة أخرى فائقة الأهمية، تترجم وقوف دولة عظمى، في نفس صف المغرب، من أجل التوصل لحل، فيما يقف الخصوم، في صف استمرار وضع لا إنساني، تستفيد منه جبهة ”البوليساريو” الانفصالية، صنيعة النظام الجزائري، بالدرجة الأولى.
ولأن اللقاء بين بوريطة وبلينكن، ناقش كذلك ملفات الوضع في ليبيا والقارة الإفريقية بشكل عام، أشار المتخصص بالشؤون الإفريقية، إلى أن ذلك أقوى دليل على كون ”بلاد العم سام”، تعتبر المغرب، شريكا موثوقا فيه على مستوى محاربة التطرف والإرهاب، بفضل التجارب التي راكمها إقليميا ودوليا.
وذكر بـ”مناورات الأسد الإفريقي” التي بلغت النسخة الـ17، لافتا إلى أن تنظيم التمرين العسكري الأهم بالمنطقة هاته السنة، بالأقاليم الجنوبية وبمشاركة دول أوروبية وإفريقية، لا يمكن إلا أن يكون برهانا على الصلة المتينة التي تربط الجيشين المغربي والأمريكي.
وعلاقة بإفريقيا دائما، سطر أولاد مولود، على كون الاهتمام الأمريكي، بالقارة الإفريقية، تزايد خصوصا في ظل تنافس دولي للاستثمار بهذه الأخيرة، ما يجعل مستقبل التعاون بين المملكة، بوابة شمال إفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية، واعدا.