قال عبد الرحمن المكاوي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن الزيارة الرسمية التي سيجريها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب، الأسبوع المقبل، من شأنها أن تعزز التعاون العسكري بين الرباط وتل أبيب، وأن تفتح آفاقاً واعدة في هذا المجال الهام.
وأوضح المكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن هذا التعاون لا يُقصد به مهاجمة بلد معين في المنطقة لأنه في الأصل تعاون طبيعي، ويعكس التطور الحاصل في العلاقات المغربية الإسرائيلية منذ استئنافها نهاية العام الماضي، لافتاً أن الاتفاقيات الأمنية والعسكرية المرتقب توقيعها في العاصمة الرباط من شأنها تحقيق نقلة نوعية في مجال صناعة الأسلحة بالمغرب.
وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير العسكري، أن المجال جد مفتوح بين المغرب وإسرائيل لإنتاج الكثير من الأسلحة بشتى أنواعها، مشيراً إلى أن القانون المغربي والذي تم التصويت عليه في وقت سابق يسمح لبلادنا بالتصنيع الحربي وتصدير المنتجات العسكرية.
ويعتقد المتحدث، أن المغرب يأمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي؛ خاصة الذخيرة المختلفة، والأسلحة الخفيفة، وبعض المدفعيات والصواريخ المجنحة، مبيناً أن المغرب يتوفر في الوقت الراهن على تكنولوجيات مهمة ضمن القوات البرية والبحرية.
ورأى المكاوي أن هذا التعاون المرتقب سيسمح بتطوير الابتكارات المغربية في مجال صناعة الأسلحة في المستقبل القريب، مشدداً على أن التكنولوجيا الإسرائيلية في هذا المجال جد متطورة؛ من حيث “الرادار”، والدقة، والأسلحة الموظفة، كما أن ثمنها ليس بالمكلف، ولهذا المغرب يرنو إلى تعزيز هذا التعاون. وفق تعبيره.
وفي سياق آخر، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون أن الجزائر والتي تنتقد بشدة إعادة استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية لأسباب غير مفهومة تسعى هي الأخرى إلى التقرب سرا من إسرائيل سواء في فرنسا أو نيويورك.
واستطرد قائلا: “الجزائر؛ التي تروج عبر أبواقها أن إعادة استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية بمثابة شر يهدد المنطقة، تسعى هي الأخرى إلى التقرب أكثر من تل أبيب بشتى السبل، والدليل على ذلك أن الوزير الأول الجزائري زار في وقت سابق الجناح الإسرائيلي في معرض دبي للطيران، وهو ما يبرز هذه الرغبة”.
وخلُص الخبير العسكري إلى أن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب لها رمزية كبيرة؛ وذلك في ظل الأجواء المشحونة في شمال إفريقيا وتصاعد التهديدات الأمنية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أعلن الاثنين الماضي، أنه سيجري زيارة رسمية إلى المغرب الأسبوع المقبل.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع، فإن غانتس سيقوم بزيارة رسمية للمغرب يوم الـ 24 نونبر الجاري، وتعتبر أول زيارة لوزير أمن إسرائيلي إلى المملكة.
ومن المتوقع أن يقوم غانتس خلال هذه الزيارة بالتوقيع على اتفاقيات تعاون أمنية، وسيجتمع غانتس مع الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، ومع وزير الخارجية ناصر بوريطة.