خلدت المملكة، الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، في ظل إنجازات كبيرة محققة على مستوى ملف الوحدة الترابية، وكذا تحديات مرتبطة بمحيط إقليمي متقلب، وكيد خصوم ما فتئوا يحبكون خططا ينفثون من خلالها سمومهم.
وطبع الاحتفاء بالملحمة التاريخية، خلال هاته السنة، عدة تطورات على مستوى قضية الصحراء، أهمها مواقف المنتظم الدولي، الداعمة للطرح المغربي، وأغربها قرارات أحادية واتهامات صادرة عن النظام الجزائري.
عبد الواحد أولاد مولود الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص بالشؤون الإفريقية، سلط في حديث لـ”مشاهد24”، الضوء على أبرز التطورات، وتطرق إلى أهمية استثمار المغرب، لفرص متاحة أمامه لتحقيق مزيد من الانتصارات الدبلوماسية.
وقال أولاد مولود، إنه بعد مرور ما يقارب نصف قرن من الزمن، على المسيرة الخضراء، حققت المملكة المغربية، إنجازات مهمة نقلت قضية الصحراء، إلى مستوى يحظى فيه مقترح الحكم الذاتي، بدعم كبير، فيما لا إنجازات في جعبة النظام الجزائري، سوى افتعال الأزمات وتمويل الانفصاليين على حساب مصلحة مدنيين.
وسجل أن القرار الأحادي بقطع العلاقات مع المغرب، ووقف أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا، عبر التراب الوطني، والاتهامات بقصف شاحنات جزائرية، ليست سوى غيض من فيض مسلسل فبركة وتهويل، نهجه النظام الحاقد على بلادنا، منذ عقود.
وتوقف الباحث، عند مجموعة من المعطيات التي تكشف أن أكاذيب هذا النظام، سرعان ما تفضح وتنقلب عليه، قائلا ”إذا أخذنا مسألة الاتهامات بقصف شاحنات، فعدة أدلة تكشف الكذب، أولا نفي الجيش الموريتاني، لوقوع حادث مماثل، وغياب الجثث، ثم كيفية تصوير الشاحنات التي ليست لديها أي حمولة، ثم عدم إصدار بعثة المينورسو التابعة للأمم المتحدة، لأي بلاغ حول القصف المزعوم”.
وعلاقة بهذه الواقعة، ذكر المتحدث ذاته، بمقتل سائقين مغربيين، قي هجوم من طرف أشخاص مقنعين بمالي، لافتا إلى أن المملكة، حينها لم توجه أي اتهامات ولم تخرج برد فعل انفعالي، بل سلكت سفارة الرباط في باماكو، الإجراءات المطلوبة، بما فيها طلب فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، في إطار اللباقة الدبلوماسية.
وجوابا على سؤالنا بخصوص النتائج العكسية التي تحصدها الجزائر، من خطواتها العدائية ضد المملكة، أضاف أن السلوك المتهور لجنرالات قصر مرداية، يكلفهم الكثير، داخليا وخارجيا، مردفا ”مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتخذ قرارات في اتجاه حل النزاع القائم، فيلتزم بها المغرب، فيما تسعى الجزائر، إلى نشوب حرب، وهذا أمر يزعج المجلس والمنتظم الدولي الذي لا ولن يسمح بحصول مثل هذا التوتر”.
وسطر أولاد مولود، في هذا السياق، على ضرورة اغتنام الدبلوماسية المغربية، لكبوات النظام الجزائري، في حصد مزيد من الدعم للقضية الوطنية، بناء على ما يسمى في علم إدارة الأزمات، بمفهوم ”استثمار الأزمة”.
وختم موضحا ”ما قامت به الجزائر، من هرطقات لحدود اليوم، ينبغي أن يستغل بشكل إيجابي، لتتحول الحجارة التي أراد العسكر رمي المغرب بها، إلى ثمار ناضجة يسهل قطفها، وأتوقع إثر ذلك أن يرتفع عدد الهيئات الدبلوماسية بالأقاليم الجنوبية، أكثر فأكثر، وتفتح عيون باقي الدول، على الحقيقة فتسحب اعترافها بجمهورية البوليساريو الوهمية”.