يفزع النظام الجزائري، كلما فتح ملف الصحراء المغربية، فيجند أبواقه لتزييف الحقائق وترويج معطيات مغلوطة، لكن سرعان ما ينقلب سحره ضده.
وبينما تحظى المملكة، بمزيد من الدعم لقضيتها الأولى، روجت وكالة الأنباء الجزائرية، بيانا مزورا بخصوص لقاء نظمته مؤسسة ”تنزانيا للسلام”، ليصدر رئيس هذه الأخيرة، بيانا رسميا يفضح أكاذيب الأبواق المأجورة، فأي دعوات وتوصيات وجهت خلال هذا اللقاء أرعبت عسكر الجزائر ؟
الندوة الإقليمية التي نظمت يوم السبت 16 أكتوبر 2021، بشكل مشترك بين مؤسسة ”تنزانيا للسلام”، ومعهد أبحاث السلام والنزاعات، حول موضوع ”ضرورة تحقيق الانتعاش ما بعد كوفيد: كيف يمكن لتسوية قضية الصحراء أن تعزز استقرار إفريقيا واندماجها”، حملت الكثير من الدعم للمغرب فيما يتعلق بملف الصحراء، ووجهت خلالها دعوة مباشرة لطرد جبهة ”البوليساريو” الانفصالية، من منظمة الاتحاد الإفريقي.
وأكد المشاركون في الندوة، وهم خبراء وأساتذة جامعيون وأعضاء مراكز تفكير وبرلمانيون وباحثون وشخصيات سياسية بارزة من رواندا، كينيا، جزر القمر، بوروندي، تنزانيا، أوغندا، غانا، الموزمبيق، وجنوب إفريقيا، أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لأقاليمه الجنوبية، يمثل الحل الوحيد القابل للتطبيق، من أجل التسوية النهائية للنزاع حول الصحراء المغربية.
واتفقوا على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، تعتبر حلا سياسيا عادلا ومستداما ومتوافقا عليه، تماشيا مع القرارات الأخيرة لمجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة.
وفي صفعة قوية تلقاها العسكر على حين غرة، شدد البيان الختامي للندوة، على أن مثل هذا الحل، يتطلب إرادة سياسية قوية من الأطراف والمجتمع الدولي، ”وهو ما أبان عنه المغرب، بشكل واضح وترفضه الجزائر”.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ذكر البيان، أن المناقشات التي جرت ضمن أربع حلقات، تناولت قضية الصحراء على ضوء التحديات التي تواجه الاتحاد الإفريقي، وتواجد كيان غير حكومي ضمن أعضائه ذوي السيادة والاستقلالية، حيث اعتبر المشاركون، أن قبول ما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية”، داخل المنظمة الإفريقية، خطأ تاريخي جسيم.
من جهة أخرى، أشاد المشاركون، بالريادة القارية للمغرب وبانتصاراته الدبلوماسية الكبيرة، المسجلة خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، مع افتتاح أكثر من عشرين تمثيلية دبلوماسية لدول إفريقية شقيقة، في مدينتي العيون والداخلة بالصحراء المغربية.
كما نوهوا بالتزام المغرب الراسخ، بتعزيز التعاون جنوب-جنوب، قائم على مقاربة ”رابح-رابح”، مما يدل على قناعة المملكة القوية، بإمكانيات القارة.
وقرار قطع العلاقات الدبلوماسية الأحادية الجانب للجزائر مع المغرب، ردا على اليد الممدودة التي قدمها الملك محمد السادس، اعتبره الخبراء، ”نكسة كبيرة”، في العملية السياسية الهادفة إلى إيجاد حل عادل وصادق وذي مصداقية، يقوم على الحوار والتوافق.