يحرز المغرب تقدما، فيجزع الشركاء وينزعج الخصوم، ويعيدون إلى الواجهة، ملفات غطاها الغبار بين الرفوف، للتشويش على إنجازات تحقق أمام أنظار كل دول العالم.
في هذا السياق، جاء قرار محكمة العدل الأوروبية، بخصوص اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري بين المملكة والاتحاد الأوروبي، حيث قضت على حين غرة، بالحكم الابتدائي الذي يلغيهما وكانت قد أصدرته سنة 2015.
الخبير والمحلل الاقتصادي رشيد ساري، أكد في حديث لمشاهد24، أن قرار المحكمة الأوروبية، لا يضر المغرب بقدر ما ينفعه، رغم كونه مسيسا، مشيرا إلى أهمية التقاط الرسائل المهمة في التوقيت المناسب.
وأوضح ضمن قراءة تحليلية، أن القرار لا يضر المملكة، لغياب تأثيره الآني على اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري، حيث تمر قرارات من هذا النوع، عبر عدة مراحل حتى بلوغ مرحلة التفعيل، وينفعها لأنه يعد بمثابة حافز للبحث عن مزيد من الشراكات المثمرة، خارج دائرة الاتحاد الأوروبي.
وسجل المحلل الاقتصادي، أن المجهود الذي يبذل في سبيل الحفاظ على الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي، سيخدم الممملكة، أكثر إن وجه صوب مناطق أخرى، من قبيل منطقة الخليج، مردفا “ينبغي أن ندرك أن مدة صلاحية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، تقترب من النهاية، لأن جائحة كورونا، عرت واقع هذه الدول، إذ تعاملت بأنانية، وتابع العالم كيف كانت إيطاليا، تصارع الإصابات والوفيات وتفشي الفيروس، دون تضامن أي دولة داخل الاتحاد”.
وشدد كذلك على أهمية عدم الاقتصار على الشراكات مع بريطانيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والاشتغال في المقابل، على استراتيجية تضمن شراكات متعددة، مشيرا إلى أنه متى ظهرت نتائجها ستكون مفيدة، وليس وجوبا على المدى القريب.
ومواصلا حديثه للموقع، سطر ساري، على أن المغرب، يتوفر على أهم المقومات لتنويع شراكاته، إذ موازاة مع الطفرة الاقتصادية التي يشهدها، بالتحول من الاعتماد على قطاعات من قبيل الفلاحة والسياحة، إلى دخول غمار الصناعة والطاقات النظيفة، يطلق مشاريع ضخمة وينشئ بنيات كبرى.
وتطرق في هذا السياق، إلى مشاريع الطاقة الشمسية والطاقة الريحية الرائدة بالأقاليم الجنوبية، والموانئ التي تربط جسورا بين واجهات المملكة البحرية، ودول من قارات مختلفة، مضيفا” هناك استراتيجية بناء موانئ متواصلة بشكل ملفت ومشرف، هذا الاقتصاد الأزرق الذي يتطور، موانئ كبرى في طور الإنجاز، عوامل مهمة، لتنويع شراكات بلادنا”.
وختم الخبير الاقتصادي، كلامه بالتأكيد على أن الوقت قد حان، لإنهاء مرحلة وضع بيض المغرب، كله في سلة واحدة، والتعاطي بحذر مع شركاء، يفزعهم تطور بوابة إفريقيا نحو قارتهم العجوز.