في أول خروج له بعد الهزيمة المدوية التي مُني بها حزبه في الاستحقاقات الانتخابية، قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن كيانه السياسي أمام منعطف مهم، داعيا إلى التحلي بأعلى درجات التعاون لتجاوز ما وقع خلال هذه المحطة.
جاء ذلك في كلمة للعثماني خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، المنعقدة اليوم السبت، لمناقشة تداعيات ونتائج استحقاقات الأربعاء 08 شتنبر الجاري.
وأضاف المتحدث قائلا: “نحن أمام محطة من محطات التدافع، وليست نهاية التاريخ”، لافتاً أنه في هذا المنعطف “قد نوجه فيه تساؤلات إلى ذاتنا واختياراتنا وبرامجنا، ونسائل سلوكاتنا وعلاقاتنا، ومهما كان، لا ينبغي أبدا أن تخفت لدينا جذوة الإصلاح، أو أن تدخل إلينا نفسية الهزيمة”. وفق تعبيره.
وشدد الأمين العام على أن حزب “المصباح” سيبقى وفيا لمرجعيته الإسلامية، وللملك، ولمصالح الوطن، وللاختيار الديمقراطي، رغم ما تعرض له.
وشدد العثماني على أن النتائج التي تحصل عليها الحزب في استحقاقات الأربعاء 08 شتنبر “غير منطقية وغير مفهومة وغير معقولة، ولا تعكس الخريطة السياسية، كما لا تعكس موقع الحزب وحصيلته في تدبير الشأن المحلي والحكومي”.
ونفى العثماني حدوث تصويت عقابي في هذه الاستحقاقات، متسائلا: “كيف يُعاقب حزب العدالة والتنمية دون غيره من الأحزاب المُشكلة للأغلبية، وكيف يتساوى ذلك في الجماعات التي دبرها الحزب بالجماعات التي كان فيها في موقع المعارضة، وكيف يكون التصويت العقابي لصالح أحد مكونات الأغلبية؟”.
وعقد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، اليوم السبت عبر تقنية التناظر المرئي، دورة استثنائية لتدارس تقرير للأمين العام للحزب المستقيل، بشأن تقييم عام للاستحقاقات الانتخابية لثامن شتنبر والإعداد للمؤتمر الاستثنائي للحزب.
وأوضح أعضاء من المجلس الوطني للحزب، في تصريحات للصحافة بهذه المناسبة، أن هذا الاجتماع الاستثنائي يلتئم في سياق استثنائي يطبعه “التراجع الكبير” للحزب خلال الاقتراع الثلاثي لـ8 شتنبر 2021.
وأشاروا الى أن جدول أعمال دورة المجلس الوطني هذه سيخصص أولا للمصادقة على لجنة إدارة المؤتمر الاستثنائي المقبل بعد استقالة الأمانة العامة، ومناقشة تقرير الأمين العام بشأن انتخابات الثامن شتنبر، مبرزين أن حزب العدالة والتنمية يعيش مرحلة جديدة تستلزم التجديد والنقد الذاتي على جميع المستويات.