يتوجه المغاربة صوب صناديق الاقتراع بعد غد الأربعاء، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية ومحلية وجهوية يرى مراقبون أنها ستكون استثنائية على أكثر من صعيد.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المغرب التي سيجري فيها انتخاب أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجماعات والجهات في يوم واحد.
ويمثل هذا الاستحقاق اختباراً حقيقياً لمختلف القوى السياسية في البلاد، وذلك بالنظر إلى حجم الرهانات المعقودة على الولاية الحكومية المقبلة، فالمغرب مقبل على تنزيل نموذج تنموي جديد من شأنه أن يُحْدث طفرة نوعية في حياة المغاربة، كما يتزامن مع سعي الدولة المغربية إلى تجاوز التداعيات السلبية لجائحة كورونا، وتعميم التغطية الصحية على كافة أبناء هذا الشعب، وتحقيق إقلاع اقتصادي كبير من شأنه خلق مناصب عديدة للشغل.
وقال محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن انتظارات المغاربة كبيرة، لكن نتائج صناديق الاقتراع ليوم الـ8 شتنبر هي التي ستحكم في نهاية المطاف.
وأضاف زين الدين في تصريح لـ”مشاهد24″، أن طبيعة النخب التي ستدير المرحلة المقبلة هي من ستجيب عن تساؤل التغيير المنشود، بحيث إذا تم اختيار رئيس حكومة قوي بمواصفات قيادية، وحكومة منسجمة تضم أطر وكفاءات حينها سيكون المغرب قد خطى خطوة نحو الأمام، أما إذا بقيت نفس الوجوه فرهان التغيير يبقى ضئيلا. وفق تعبيره.
ويعتقد المحلل السياسي أن المغاربة يطمحون من خلال هذه المحطة الانتخابية الهامة إلى تجاوز التداعيات السلبية لجائحة كورونا، ورؤية المخططات الملكية مُنزّلة على أرض الواقع، مشيراً إلى أن ورش النموذج التنموي يبقى أهم مشروع ستشتغل عليه هذه الحكومة لأنه يمس المواطن بشكل مباشر.
وزاد قائلا: “الانتظارات الجهوية لا تقل أهمية عن الانتظارات المحلية، بحكم أن المغرب سيمر إلى السرعة القصوى لتنزيل ورش الجهوية الموسعة خلال الولاية الحكومية المقبلة”، لافتاً أن الجهوية تتطلب “أطر عالية الجودة تتسم بالكفاءة والإخلاص”.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أن التدبير السيء لحكومة “العدالة والتنمية” طيلة الـ10 سنوات الماضية قد استهدف بشكل كبير الطبقة الوسطى، مبيناً أن هذه الطبقة قد تعاقب “إخوان” سعد الدين العثماني يوم الاقتراع لأنها عانت ضريبيا واجتماعيا.
وأكد زين الدين أن المغرب بحاجة ماسّة في المرحلة القادمة إلى حكومة تضم كفاءات في جل الحقائب الوزارية، كي لا تظهر الحكومة وكأنها تسير بسرعات مختلفة، مبيناً أن هذه الحكومة ستواجه أيضاً تحديات خارجية كما أكد على ذلك الملك محمد السادس في خطاباته الأخيرة.